جامعةُ مؤتةَ تُخَرِّجُ فرسانَهاأ.د. خليل الرفوع
30-06-2019 07:53 PM
كان دعاءُ الرسول عليه الصلاةُ والسلام لجيشِ مؤتةَ حينما قَفَلَ عائدًا إلى المدينة وقدْ عيَّرَه صبيانُها بأنهم الفُرَّارُ ، فقال قولتَه المشهورةَ : إنهم الكُرَّارُ إن شاءَ اللهُ استنفارًا للسيوفِ المنيرةِ بوجههِ ، وللقلوبِ المتوضئةِ بنور هيبتِه لتكونَ نُبوءَةً مُحَقَّقَةً ثَـمَّ في اليرموك من بعدُ ، وكلا الموقعتينِ على أرضِ الأردنِّ كانتا بِشرًا دائمًا ونصرًا مؤزَّرًا وبَدْءَ التكوين ودورةَ الحياة ، مؤتةُ الفتح الأول وقد سُلَّ فيها الرجالُ من معادنِ خِيَارِها كما تُسَلُّ بِيْضُ السيوفِ من أغمادها؛ فكانت الفجرَ وصدرَه، والضُّحَى وصبحَه ، والأصيلَ وظلَّه ، وكان لزيدٍ بن حارثةَ حِبِّ الرسول عليه السلامُ ، وجعفرِ ابنِ عمه وأكثرِ الناس شَبَهًا به خَلْقًا وخُلُقًا ، وعبدالله بنِ رواحةَ شاعرِه : الحُسَنَيَانِ الأكملانِ ، ولابنِ الوليدِ أن يكونَ سيفَ الله المسلولَ على رقاب روما وفارس ، منذ ذاك وعلى هذه الأرض ما يستحقُّ الشهادةَ والحياةَ ، كانتِ الكَرَّةُ الكُبْرى في اليرموك للسيفِ المسلولِ نفسِه ولمُعَاذِ بنِ جبلٍ وشرحبيلَ ابنِ حَسَنَةَ وأبي عبيدةَ أمينِ الأمة وعمروِ بن العاص ويزيد ابن أبي سفيان . مؤتةُ الغزوةُ جَنُوبًا واليرموكُ الموقعةُ شمالًا كانتا حاسمتينِ في تاريخ الأمة لتستكملَ جيوشُ الفتحِ سيرورتَها الحركيةَ شرقًا في أرض فارس وغربًا في مصرَ وبلاد أفريقية ، وقد كتبوا على وجهِ الأرضِ وفي شقوقها بدمائِهم وحِنَّاءِ خيولِهم : أن الحياةَ حرامٌ عليهم ما دامَ الهواءُ مَشُوْبًا بالكفر الذي تعافُه نفوسُهُم ، فكان لأرضِ الأردن كِفْلٌ من مباركةِ النبي عليه السلامُ ونصيبٌ من دعائهِ ، وهي كذلكَ لمَّا ترتوِ بعدُ من الشهادةِ والصهيلِ وترتيلةِ الأنفالِ ، ولن يصيرَ الدمُ ماءً بل هو وِسامٌ ووِشاحٌ وعِمامة ، هكذا كان النشيدُ عربيًّا ، والوجوهُ خالصةَ العروبةِ والخيولُ والقواضبُ والرايةُ نسيجًا عربيا محضًا. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة