لقاء الملك مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية : النصيحة الصادقة
أ.د.فيصل الرفوع
12-10-2009 05:24 AM
أعاد الملك عبدالله الثاني ثوابت السياسة الأردنية تجاه الصراع العربي- الصهيوني، والمبنية على استراتيجية السلام التي تقبل بها الأجيال القادمة، والمتمثلة في تطبيق الشرعية الدولية الخاصة بالصراع الدائر في المنطقة منذ أكثر من واحد وستين عاما. ووجوب الإمتثال للشرعية الدولية وقراراتها، سواء ما يتعلق بحقوق اللاجئين الفلسطينيين حسب منطوق قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194/1949 او ما اكد عليه قرارا مجلس الامن 242/1967 او 338/ 1973.
كان ذلك في مقابلته الصريحة مع جريدة هآرتس الإسرائيلية والذي نشرته يوم الجمعة 9/10/2009. حيث اكد الملك بأن الجراحات التجميلية لهذا الصراع لن تجلب الأمن والسلام، لا للعرب ولا لليهود، وبالتالي فإن على إسرائيل أن تعي جيدا بأن مصيرها ومستقبل المنطقة واستتباب السلم والامن في الشرق الأوسط، مرتبط بمدى التقدم في عملية السلام وحصول الفلسطينيين على حقوقهم الطبيعية في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
إن تأكيد جلالة الملك على الأهمية الكبيرة للبدء فورا وبلا تردد في إطلاق عملية السلام من عقالها الإسرائيلي، ومعالجة القضايا الأساسية، كقضية اللاجئين والحدود والقدس والمستوطنات، والتي جاءت كنتيجة لنتائج الاحتلال الصهيوني لفلسطين، يمثل خطوة في الإتجاه الصحيح، ويخدم كافة الأطراف ومصير أجيالهم القامة، سواء العرب ام اليهود.
لكن الواقع يشير الى أن حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب لم تدرك بعد اهمية السلام وانعكاسه على التنمية والعلاقات السلمية مع العرب، كما ان هذه الحكومة غير معنية باستيعاب بدهية مصير الإحتلالات التي شهدها عالمنا المعاصر، بدءا مما آل إليه الإستمار القديم، مرورا بفيتنام وانتهاء بالعراق وأفغانستان. وبالتالي فإن على إسرائيل أن تدرك جيدا بأن منطق الأشياء في الأغلب يقود الى قوة الحق، وإن احيانا، وفي لحظة غفلة من الزمن، يسود منطق حق القوة.
إن عنجهية القوة التي يتمترس خلفها صانع القرار الإسرائيلي وبلا وعي او إحساس بالمسؤولية، ستقود إسرائيل الى نتائج كارثية. فما يحصل اليوم من ممارسات عدوانية اسرائيلية على ثوابت الحقوق المشروعة للشعب العربي- الفلسطيني، سواء إستمرار حصارهم وتجويعهم، او في النيل من مقدساتهم ومنعهم من ابسط حقوقهم الانسانية وهي الصلاة في المسجد الأقصى المحاصر منذ فترة.
لقد جاء حديث الملك في في سياق المسؤولية الملقاة على أكثر العرب إلتصاقا بالهم الفلسطيني وبإفرازات الإحتلال، وهو الأردن، وبالتالي فقد اتسم حديث الملك بكل جدية ووعي وصراحة وصدق وإستقراء لمسيرة الصراع العربي- الاسرائيلي، وانجع السبل للوصول إلى سلام دائم وشامل وعادل في المنطقة. مؤكدا بوجوب وقف السياسات العدوانية ونهج التطرف الإسرائيلي وقارعي طبول الحرب، والا فاننا سنكون كهؤلاء الذين ركبوا السفينة وسمحوا لبعض اشرارها ان يحدثوا فيها ثقبا ليشربوا من خلاله، فاقرار هذا التصرف يعني هلاك الجميع.
alrfuh@hotmail.com