أخيرا، وافق حماران أهليان أبيضان على قبول الدور..فرضيا بــمهمتها، واستوعبا 'اللوك الجديد' الذي أظهرهما به صاحب حديقة الحيوان في غزة..بعد ان تم تخطيطهما بالأسود والأبيض وأقناعهما بممارسة دورهما الوطني في ظل الحصار الصعب والمصلحة الوطنية التي تحتم عليهما التضحية..
همس صاحب حديقة الحيوان في اذني الحمارين ..بصراحة، الأطفال يفتشون عن السعادة، قوافل المساعدات تحضر دائما ؛ بطانيات،مواد تموينية، ملابس مستعملة،أدوية، معلبات مطبوخة ونصف مطبوخة،فوط اطفال،شاي، حليب للكبار، برغل، فريكة، معكرونة، وتنسى الفرح ..الفرح ؛ الشيء الوحيد الذي لا يمكن ان يحضر على هيئة مساعدة، ولا يمكن ان يدرج في 'مانفست' الشاحنات العابرة للمعابر..كما انه يأبى التسلل الى الأنفاق فهو يكره العتمة ويكره الاختباء ..هل يمكن تهريب قوس قزح في الجوارب أو 'كركرة' طفولية تحت الأحزمة الجلدية؟؟..ها أخبراني ؟سأل صاحب الحديقة الحمارين!!.. هنا، هز الحماران رأسيهما ومشيا بانتظام وقناعة نحو قضبان الحديقة في سبيل المصلحة الوطنية.
***
في الحرب والحصار،كل شيء يمكن ان يصبح أي شيء..العصفور طائرة استطلاع، القط مخبرا، الأرنب خبير خنادق، الكلب مناورا، الحصان دبابة، جذع الزيتون أما، والنحلة رصاصة، حتى الخائن لا يبقى على حاله في الحرب والحصار ..لحظة انكشافه يتحول الى جثة محترقة الكل يقفز عنه ولا احد يفكر في اطفائه مثل اطارات التظاهر..
حماران أبيضان طليقان..لبسا 'بيجامتا' غيرهما، ودخلا بإرادتهما قفص الحديقة، فقط لاستحضار الفرح للناس والوقوف مع الوطن..
يا الهي حتى الحمير لها مواقف حاسمة!
ahmedalzoubi@hotmail.com