إن العزة لله جميعا ، فالله جل في علاه هو خالق كل شيء وليس كمثله شيء ، وهو وحده القادر على كل قادر ، ومهما توهم البشر أن بمقدورهم أن ينفعوا أو يضروا سواهم بشيء فهم مجرد واهمين لا أكثر ، فالموجود خالق الحياة والوجود هو وحده من يقدر الأقدار وهو وحده النافع الضار . ذلك شأن وتلك حقيقة وجب أن يدركها كل إنسان ، وبالذات ، الضالون الغافلون ممن أخذتهم محاسن الدنيا ومغانمها بعيدا عن معرفة الله جل جلاله حق معرفته ، وهم في هذا الزمان كثيرون ! .
نعم ، من إعتز بغير الله ذل مهما زانت له الدنيا ذات زمان ، فالخالق الباريء المصور يرقب ويرى وهو يمهل ولا يمهل ، وهو سبحانه الغفور الرحيم ولكن عذابه أيضا شديد لمن إستحق سخطه وعذابه دنيا وآخرة ٠
مؤسف أن كثيرا من الناس غافلون أو هم متغافلون ، يظنون الحياة إلى خلود ، وينسون أن قضاء الله نافذ فينا جميعا في لحظات لا أحد منا يدري متى هيه ، حيث الحساب عند من لا يظلم الناس ولكن الناس أنفسهم يظلمون .
الأمر غاية في البساطة واليسر ، فقط مطلوب أن ( يتسلح ) الإنسان ما أمكن بسلاح الخلق القويم ، إن جاز التعبير ، إمتثالا لمنهج دعوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم إذ يقول ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، فالدين المعاملة ، حيث لا شطط ولا غلو ولا تطرف في القول والعمل ، وعندها ، عندها فقط ، تغدو الحياة أكرم وأنبل وأفضل وأيسر ، وبدون ذلك نشقى ونشقي غيرنا معنا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
الخلق القويم هو أن تعبد الله كأنك تراه وفي حضرته في كل سلوك وتصرف مهما كان ، تطيعه وتخشى عقابه ٠ إياه وحده تسأل ، وعليه وحده تتوكل ، وبه وحده سبحانه تعتز وتأمل ، فهو وحده القادر على كل شيء ، وما دونه جل وعلا بشر مثلك ليس بأيديهم شيء إلا بإذنه وبإرادته سبحانه . وهو تعالى من وراء القصد ٠