في مقام الحديث عن صفقة القرن وكثرة التحليلات السياسية والأمنية عنها سواء على المستوى النظري أو المستوى الميداني وانقسام الاتجاهات السياسية نحوها فإنه لا بد من الإشارة إلى ما يلي:
1. لقد أظهرت صفقة القرن مواقف الدول العربية على حقيقتها فتلك دول قبلت بها بشكل صريح وتحاول إقناع دول أخرى للقبول بها وكأنّها لم تعرف يوماً فلسطين وصمود شعبها أو كأنّها لم تعرف ما معنى ان يأتي الظلمُ من ذوي القربى فهو في هذه الحالة أشدّ مضاضة ،بالمقابل هناك دول ثابتة على المبدأ وترفض كل ما من شأنه أن يضعف القضية الفلسطينية التي صمدت بوجه الكيان الصهيوني الغاصب وهنا نوجه ألف تحية لمواقف وطننا الغالي ممثلة بموقف القائد الأعلى حفظه الله ورعاه وموقف الشعب الأردني العظيم الذي شارك إخوانه الفلسطينيين موقفهم من قضيتهم وحمل همومهم عبر سنوات طوال وما زال فوقوفنا على المبدأ هو ديدننا الذي لن نحيد عنه مهما أغدقونا بالأعطيات والدولارات في الوقت الذي تشهده مواقف العديد من الدول من انقلاب على الثوابت الإسلامية والعربية.
2. إن القائمين على صفقة القرن يحاولون بشتى الوسائل - لا سيما - المالية منها فرض أهدافهم ومخططاتهم لكنهم تناسوا أن صفقتهم لن تزيدنا إلا قوة لرفض كافة سائر أشكال التحكّم والتبعية فثقافة التبعية تجرعنا مرارتها عبر سنوات طوال فلم تَعُد علينا إلاّ بمزيد من الانتكاس والرضوخ لذا أعتقد ان صفقة القرن في هذا الوقت العصيب تفتح الباب على مصراعيه للأدباء والمفكرين والمثقفين والأكاديميين وقادة الفكر والرأي لأن يأخذوا على عاتقهم واجبهم المقدس بالدفاع عن فلسطين والقدس والمقدسات والدعوة لمقاطعة الكيان الصهيوني الغاصب في كافة المجالات فقد بلغت جرائم هذا الكيان الغاصب مبلغاً عظيماً الأمر الذي يتطلب أن نقف وقفة رجل واحد في مواجهة هذا الكيان الحقير.
3. أعتقد ان صفقة القرن او ما يعرف بخطة ترامب للسلام تدخل ضمن ما يعرف بحرب المعلومات والحرب النفسية في محاولة لتطبيقها بالقوة فهي حرب بلا دماء تقوم على الاستخدام الشامل للدبلوماسية العامة الأمريكية والصهيونية بما فيها الحرب الالكترونية من أجل تحقيق التفوق المعلوماتي والقدرة على ادارة المعلومات وانظمتها عن طريق جمعها وتحليلها وتوزيعها واستمرار تدفقها للقادة والدول واستثمارها في بالمحصلة في عملية صنع القرار الأمريكي فأين نحن من كل هذا ؟ لذا لا بد من إعادة ترتيب الأفكار وتوحيد الموقف والاتجاهات حول هذه الصفقة والرد عليها بالمثل ولكن هيهات هيهات أن يحدث ذلك