لا زالت إلى اليوم تحيا على كلمات تختزنها بذاكرتها وبقلبها!

لا شيء معها سوى البدايات، امرأة مسكونة بمشاعر وحب كان في بداياته مختلفا، ترى الحياة والأيام القادمة من خلاله فقط.

هي تلك المرأة التي آمنت بأن الحب حياة؟.

يختلف عن كل ما بحياتنا لأنه خارج حدود الزمان والمكان يأتينا دون أن يكون لنا خيار باستغراقه بقلوبنا نحن فقط نملك خيارات أخرى بعده كثيراً ما تأتي هي أيضا مختلفة.

ولكن يبدو أن الحب يحتاج لأشياء بعده بعد أن يشعل قلوبنا ويغيرنا ويجتاح كل الأماكن الآمنة التي كنا نعيش بها قبله

يحتاج لأشياء أخرى أكثر بكثير من كلمات تقال وتمضي بطريقها.

يحتاج لأشياء أخرى تتعدى جمالية اللحظات بالبدايات، فكل مشاعرنا ونفوسنا بالبدايات تكون جميلة.

ما بعد الحب هو الأعمق والأكثر تأثيراً لقلوبنا ونفوسنا.

وهي كانت تنتظر من هذا الحب أن يملأ مساحات أخرى بحياتها، بقدر ما آمنت به وكان خيارها الأول والأخير.

ولا تزال إلى اليوم تنتظر، تحيا فقط على كلمات، على لحظات تحاول في كل مرة تتألم بها أن تتمسك بها أن تعيدها بقلبها وعقلها مرات ومرات علّها تشفيها مما تحياه اليوم من خذلان لا يمكنها أن تبقيه بحياتها..

لا تعلم هي لماذا يتغير الحبيب؟.

ولم تتمكن من أن تصل لمرحلة ما تتقبل بأن الحب مجرد كلمات ووعود يطلقها الرجل ببداياته ليشعر المرأة التي أحبها بأن ما بينهما هو العمر كله؟

لا تعلم لماذا ما بعد الحب هناك مساحة لا يقترب منها الرجل كثيرا، تماما كوردة نزرعها نشاهد جمالها وهي تنمو ونشتم رائحتها بين الحين والآخر ونتناسى بعد ذلك وجودها، نمر من أمامها لا تلاحظ ذبولها لأننا بالبدايات تملّكنا الاهتمام ومنحناها أوقاتنا وأيامنا وكان لنا موعد معها لا نتخلف عنه أبداً؟

هي تماما كتلك الوردة لم تكن ترغب بأن تذبل ولم تتمنى أبداً أن تعيش ألم إهمال من زرعها في أرضه، تراه يمر من أمامها غير مكترث بها معتقداً أنها ستحيا إلى الأبد.

وذاك الأبد (...) حلم يعيشه الرجل بأعماقه يصدقه ويتعايش معه ويمضي دون أن يدرك أن ما بعد الحب هو كل ما تحتاجه المرأة.

ما بعد الحب أجمل ما تتمناه المرأة لأنه مرفأ آمان لأيامها يمنحها القدرة بأن تستمر دون ألم وخذلان..

ما بعد الحب مساحة لنرى بها الآخر بعد أن تمضي إشارات الحب الأولى وبعد أن تنتهي البدايات.

هو ذاك اللحن الذي يعزف على أوتار قلوبنا إن ابتعدنا عدنا غير قادرين على الابتعاد لأن الآخر مزروع بقلوبنا لا نقوى أن نستمر دونه.

ما بعد الحب هو ذاك الحنين لقلب مختلف نابض بنا يتوقف عند تفاصلينا ويكون لنا أقرب من أي شيء آخر بالحياة

ما بعد الحب أن نرى من نحب من أعماقه أن نتلمّس ألمه ونشعر به، أن نشاركه كل لحظات حياته لنمنحه جمال البدايات وكأنها مشوار عمر ترافقه دوما.

ما بعد الحب هو ألا نضمن الآخر للأبد ونحن نغتال ما بأعماقه يوما تلو الآخر.

ألا نعول على الحب ببداياته وعلى امتلاكه فلا شيء بالحياة يبقى كما هو إن تشابه مع تلك الوردة بشيء ما..

كانت تريد له أن يبقى بمنأى عن اختلاف هي تحياه اليوم..

كانت تريد لقلبه أن يبقى كما هو:

أن يكون قادراً على منحها الفرح.. الأمان. لا أن تعيش امرأة محملة بقدر كبير من الألم، كل ما تفعله أن تحيا على كلمات ولحظات مضت.

ليته لم يزرع تلك الوردة بأرضه.

ليته لم يشتمها ولم يكن لها رفيق الروح..

لكنه لم ير منها سوى لحظات من الحياة لتكون على موعد هي مع الانتهاء لن تعود بعده أبداً كما كانت..