facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ورشة البحرين مفاجأة ضحلة


د. عدنان سعد الزعبي
27-06-2019 12:38 PM

ما قدمه كشنير في ورشة البحرين يعتبر بالعرف السياسي والاقتصادي مهزلة ورعونة سياسية خاصة ونحن نتحدث عن قضية زاد عمرها عن 70 عاما وعاشت في مناخات متقلبه وعواصف سياسية ودبلماسية متناقضة ولم تخرج حلولها عن مجرد اقتراحات ومشاريع حلول باءت جميعها بالفشل , وهرد ذلك عدم وجود نوايا حقيقية عند الاسرائيليين في الوصول لحل شامل وعادل في المنطقة .

هذه الحقيقة التي جعلت العرب يتنازلون في مطالب وشروط الصلح مع اسرائيل من المطالبه باكثر من 80% من الاراضي المحتلة عام 1974 وقبل مؤتمر الرباط الى البحث عن سلام لا يطالب الا باقل من 40% من الاراضي المحتله ,لياتينا كشنير بعرض الاستثمار مقابل الارض والسلام .؟؟!! فاسرائيل تتقن فن اللعب السياسي ولكنها في الحقيقة تسارع لكسب الوقت وفرض الامر الواقع بدعم مطلق من الولايات المتحده , خاصة وان اللوبي الصهيوني يتحكم حقيقة بمعظم مراكز صنع القرار في امريكيا .

التعامل مع القضية الفسطينية التي عليها اجماع دولي عالمي لا يمكن تقزيمها الى صفقة اقتصادية أو مجرد ورشة عمل يحاول فيها ترامب اثبات صدقية ما وعد به لكن هذه المرة على حساب الشعب الفلسطيني صاحب الحق الشرعي , والذي تمثل بالقرارات الدولية الشرعية باعتبار اسرائيل دولة محتلة ومغتصبة لحقوق الفلسطينيين . والواضح ايضا في ادارة ترامب ومبعوثبه ان نظرتهم للدول العربية لا يمكن ان تكون قائمة على الدبلماسية الرفيعة ولا على الاحترام المفروض في كثير من هذه الحالات , فتصريحات ترامب عن حمايته للقيادات العربية وانحيازه الكامل لاسرائيل والنظر لعلاقاته مع اصدقاء وحلفاء امريكا(ما عدا اسرائيل ) من خلال ما يقدموه لامريكيا من مال او مصالح مباشرة يؤكد على ان نظرة ترامب قائمة على النهب والسلب لا على الدبلماسية الحقيقي في التعامل مع الحلفاء والاصدقاء . مما يجعله غير مؤهل للعب دور الوسيط النزيه في قضايا المنطقة
. ما سمعناه من كشنير وتصريحاته المختلفة تؤكد على أن ترامب وفريقه ونسيبه لم يدرسوا جيدا الواقع والتاريخ لهذه القضية , أو انهم لم يسمعو ا عن القضية غلا ما املاه اللوبي اليهودي ونتنياهو عليهم لتخرج الصورة بهذه البساطة وهذا السخف , خاصة وان التركيزعلى الجانب المادي والاستثمارات وتوزيع الميارات يعكس عقلية البروغماتية الضيقة التي لن تتجاو حدود الجسد.

لقاء البحرين كان تمثيلية ذات مستوى متدني بالعرف السياسي , لإن الزج بالإغراءات المادية وتصويرها بانها العاج لمستقبل الفلسطينيين اصحاب الحقوق , وهو بنفس الوقت فهم خاطيء لطبيعة الفلسطيني والعربي وتضحياته التي قدمها من اجل حقوقه المشروعة . والمتمحص بطبيعة هذه النهضة الاقتصادية التي يروج لها كشنير لم ولن تكون غير قروض واستثمارات يمكن ان تجلب دون ان نقدم تنازلات سياسية وارض وحق تاريخي .

الحضور في ورشة البحرين تفاجأوا من طبيعة الطرح ,حيث كان التوقع اكبر من هذه الطروحات الضعيفة وهذا الفكر الضيق , فهالذي لم يتعدى المفهوم المادي ومعانيه الضيقة .

فهل يعتقد ترامب وكوشنير بان الاردن يقبل الطرح الاسرائيلي الامريكي وتغيير مبادئه وثوابته لمجرد قروض نستطيع تحصيلها بكل سهول من المؤسسات الدولية العالمية ؟ وهل يعتقد ترامب وكوشنير بان الفلسطينيين يمكن ان يبيعوا فلسطين وتاريخ النظال والشهداء بمبلغ ال27 مليار دول .

من الواضح ان ترامب وكوشنير لم يستوعبوا العقلية العربية أو ان احدا نقل الصورة المغايره , لمجرد تسجيل المواقف .

شعر الحاضرون لورشة البحرين ومن اول كلمة القاها كشنير أن هناك بون شاسع بين التفكير الحقيقي والواقعي لحل القضية الفلسطينيية وبين ما يطرحه هذا الرجل الذي جاء دون ان يتبصر اويتعلم , ما هي الخطوة الاولى لبناء حوار وشراكة وسلام في المنطقة .فشلت صفقة القرن بل فشلت الادارة الامريكية الحديث بلغتين, لغة موجهة للداخل حيث اللوبي الصهيوني ولغة موجهة للخارج للحلفاء والاصدقاء ممن تربطهم بامريكيا صداقات وعلاقات استراتيجية . فالقضية الان في الاوساط الامريكية هو تعرضها للخطر والاهتزاز ليس من الحكوام والقادة بل من الشعوب التي تحرص امريكيا على تقويتها وتعزيزها على الدوام .

فشلت صفقة القرن وعاد نتنياهو لمربعه الاول يواجه انتخاباته في اسرائيل، بنفس الوقت بدء ترامب حملته الرئاسية الثانية والصراع المحتوم داخل حزبه الجمهوري ومرشحي الحزب الديمقراطي , إضافة الإعلام والقضاء الذي يقف من ترامب وقفة غير منسجمه .

ترامب فتح مسارات صراع كثيرة سياسية واقتصادية مع الصينة وكوريا وروسيا وايران والامم المتحدة والاتحاد الاروبي , وغيرها.

فهل يعود للرشد ويكون الوسيط النزيه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :