الملك .. رسالة للعالم والإقليم
شحاده أبو بقر
27-06-2019 09:01 AM
ردا عمليا على محاولات الدس والتشويش على علاقات الأردن بأشقائه في دول الخليج وتحديدا السعودية والإمارات ، وبينما كانت وحدات من قواتنا المسلحة تختتم تمرينا مشتركا مع وحدات شقيقة من القوات المسلحة السعودية ، كان جلالة الملك يرافقه ولي عهده سمو الأمير الحسين وبحضور ولي عهد أبوظبي سموالأمير محمد بن زايد يتابع في دولة الإمارات الشقيقة مجريات تمرين عسكري مشترك مماثل .
هذا يعني أن الأردن لا يبني منظومة علاقاته الخارجية على حساب أي من أشقائه تحت أي ظرف كان ، وهذا يعني لكل مشكك أن العلاقات الأردنية الخليجية لا تشوبها شائبة ، وبالذات مع الرياض وأبوظبي ، وان أية محاولات لزرع الشقاق بين الأشقاء مصيرها الفشل .
أكثر من ذلك ، فلقد خط جلالة الملك في سجل الشرف الميداني بين إخوانه الجنود الأردنيين والإماراتيين كلاما معبرا عن متانة العلاقات مع الأشقاء ، وذهب إلى ما هو أبعد إذ كتب ولم يقل وحسب ، أن هذا التعاون العسكري بين الأشقاء هو رسالة ليس للشعبين الشقيقين فقط ، وإنما للإقليم وللعالم ، وهذا كلام كبير يجسده ملك وله دلالاته ومعانيه .
لا يمكن للعلاقات الأردنية الخليجية بعامة ، والاردنية السعودية والإماراتية بخاصة حيث يكثر التشكيك والإشاعات التي تستهدف علاقاتنا التاريخية الراسخة معهما ، إلا ان تبقى وتتوطد كل يوم أكثر فأكثر ، فنحن في مركب واحد وأمننا واحد مشترك ومصالحنا العليا تتطلب أن نكون على وفاق في كل ظرف وفي مواجهة كل التحديات .
الملك إختصر المشهد ببضع كلمات وقطع الطريق على كل ساع للتخريب ، فأن يكون الجندي الاردني يدا بيد مع شقيقه الإماراتي والسعودي وكتفا بكتف كما قال جلالته ، فلهذا دلالاته ومعانيه التي تقول اننا فعلا في خندق واحد في مواجهة التحدي أيا كان .
أما قضية فلسطين ومواقف الأشقاء منها ، فهي مواقف واضحة معلنة تنسجم مع موقفنا أردنيين وفلسطينيين في المطالبة بدولة فلسطينية حرة مستقلة على الارض المحتلة وعاصمتها القدس الشرقية ، ولقد قالوا هذا وأكدوه مرات ومرات ، ومع ذلك فهناك من يشكك ولا يقدر ظروفهم ، وحتى لو أقسموا على هذا فسيستمر التشكيك ! .
وبالمناسبة ، فلقد أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه اليوم بموقف السعودية من القضية ، ومع ذلك هناك من يتناسى ما قدمته للقضية عبر تاريخ الصراع كله ويستمريء التشكيك والإتهام ٠ من يريد لفلسطين وقضيتها خيرا لا يشكك في أشقائه حتى لو كان على خصام معهم ، بل يقول كلاما طيبا لا كلاما يؤزم النفوس .
نسأله تعالى أن يصلح حالنا نحن العرب جميعا ، وان يعيننا على مواجهة ما نجابه من تحديات جسام ، وأن يهديإلى قول الكلمة الخير بحق بعضنا بعضا دائما وأبدا . والله من وراء القصد.