عودة السفراء بين الأردن وقطر
رمضان رواشدة
27-06-2019 12:19 AM
نشرت وسائل الإعلام المختلفة خلال الأيام الأخيرة أخباراً عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وقطر، وأن العلاقة بين البلدين مرشحة لمزيد من التعاون والتفاهم في عدد من المجالات السياسية.
مصدر حكومي رسمي أكد لكاتب المقال أن الأردن بالفعل ينوي إعادة علاقاته الدبلوماسية المقطوعة منذ أكثر من سنتين مع الدوحة في أعقاب الطلب من السفير القطري مغادرة الاردن وعدم إرسال سفير أردني كان مسمى إلى قطر.
وقال المصدر أن الأردن بعث استمزاجاً إلى قطر بتعيين سفير أردني لديها حسب الأعراف الدبلوماسية المرعية، وأن السفير الذي ارسل اسمه هو أمين عام وزارة الخارجية زيد اللوزي.
وهذا مؤشر مهم يدلل على مدى اتساع آفاق الدبلوماسية الأردنية لإعادة العلاقات بينها وبين العديد من الدول العربية وفي سياق بعيد جداً عن التدخل بين أطراف الخلاف العربي -العربي.
وكان الأردن على الدوام ينأى بنفسه عن الخلافات العربية العربية ولا يدخل ضمن الأحلاف المتصارعة وبنى سياسته الخارجية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لاي دولة عربية كما لا يحب لاحد ان يتدخل في شؤونه الداخلية.
الآن وبعد مضي أكثر من سنتين على عدم وجود علاقات دبلوماسية فان الدولة الأردنية قامت بإعادة تقييم لموقفها خاصة أن لدينا مصالح كبيرة مع دولة قطر أولها وجود جالية كبيرة تقدر بخمسين ألف مواطن، وثانيها الدعم الذي قدمته قطر العام الماضي بتشغيل 10 آلاف أردني في القطاعين العام والخاص، وهنالك زيارات وزارية وبرلمانية مستمرة بين الجانبين لم تنقطع.
ومع هذا الأمر فإن علاقاتنا الخليجية ستبقى قائمة وممتازة لأننا لسنا جزءاً من أي خلاف، ولا بد من تقوية هذه العلاقات مع السعودية والإمارات والكويت والبحرين. ونحن نعول على حكمة قادة السعودية في فهم مصالح الاردن في قطر وسياسته المتبعة منذ عشرات السنين بعدم دخول الخلافات العربية – العربية والنأي بالنفس.
ومن المؤمل في هذه الفترة أيضاً ومن باب تحسين العلاقة مع الدوحة إعادة فتح مكتب قناة الجزيرة في عمان.
هذه هي سياسة الأردن على الدوام والأشقاء يتفهمون وضعنا وحاجتنا الاقتصادية فكما قدموا هم مساعدات مالية للأردن، قدمت قطر فرصة كبيرة بتوظيف 10 آلاف أردني في الدوحة وهو ما يساعد في حل مشكلة البطالة ويرفد الدولة بتحويلات مالية خارجية مهمة.
نحتاج الى العقلانية والحكمة في كل علاقاتنا العربية والابقاء على نفس السياسة في عدم التدخل أو أن يكون الأردن طرفاً في أي خلاف عربي بل أن يكون صاحب مبادرة لرأب الصدع بين الإخوة.
الرأي