ونحن نواجه، اليوم، أسئلةً كثيرة تدور في رؤوسنا بلا أجوبة، وتطالعنا علامات التعجّب في كل مكان، أشياء غريبة وتناقضات خطيرة نعاينها يوميا دون أن نقف لحظة لتأملها.
نصادف يوميا في البيت في المقهى في الشارع في دواويننا ومنتدياتنا أناس لا بريق لهم، عاشوا على قيد الغفلة بأكاذيب تصبغ شخصيتهم وعباءات من الكبرياء مهترئة تستر كراهيتهم. أناس أغبياء يبتلعون السموم أملاً في أن يموت غيرهم.
عقولهم متحجرة لا تقتنع بمنطق، ولا تستوعب بكلام، ولا ينفع معها علم ولا حلم ولا قوة ولا حزم! عقول تمتلك شيفرة معينة يصعب فكها عقول تحتاج الى اعادة تدوير... ،
لإعادة التدوير أهمية لا تقتصر على النفايات فحسب لإعادة استخدامها، بل للعقول البشرية المتحجرة، إعادة تدوير للأفكار والسلوكيات التي تمارسها هذه العقول!
عقول الكثير من البشر تحتاج إلى إعادة تدوير للأفضل ورمي الأفكار العنصرية في حاوية المهملات للتخلص منها وإعادة جمع المعلومات والأفكار التي تسهم في التربية والتنمية وتطوير الذات وإعادة برمجة العقل ليصبح قادراً على الابتكار وممارسة الأفعال بشكلها الصحيح،
ليس فقط المخلفات التي تزيد على حاجة الإنسان تحتاج لإعادة الصنع، بل عقل البشر هو الأساس في صنع الأفكار التي يحتاجها، وهو الأهم في تطوير وبناء المجتمع.
كثيرةٌ هي أسباب التخلف لدى البعض وكثيرةٌ هي الظواهر السلبية التي تنتج عن سلوكيات البعض، فلم يكن لتلك الأم أن توفر لأبنائها الصغار الأجهزة الخلوية والألعاب الاليكترونية وهي تعرف مدى ضررها عليهم في سن معينة، إلا في سبيل راحتها من ضغوطات المسؤولية!!
كذلك فعلت الزوجة اللامبالية التي أبت إلا الخروج من المنزل للعمل لترضى بامتهان كرامتها في العمل لترضي غرورها، وترضى بتحكم رئيسها في العمل وما يكلفها به من أعمال، بينما تأنف من القيام بواجباتها الزوجية ورعاية أبنائها والقيام على شؤونهم وتربيتهم، عقول مغسولة لا تبالي بالنتائج ولا تحسب عواقب ردود افعالها،
وكذلك الأشخاص الذين يبحثون عن حب الظهور ولفت الانتباه بشتى الوسائل مهما كلّفهم الأمر ويتخذون من لبس العباءة في المناسبات المختلفة والجاهات وسيلة لجذب الانتباه ويظنون انهم بلبسهم العباءة يصبحون من كبار القوم أو واجهة المجالس!
في وقت أصبح فيه العالم قرية صغيرة تتسارع فيه الأحداث وتتكاثر فيه الظواهر والمشكلات وتتداخل فيه المسؤوليات يحتاج العقل البشري إلى إعادة تدوير لرمي المخلفات الضارة والسلوكيات الضارة في حاوية النسيان واستخدام البدائل التي تساعده في تغيير ما هو بحاجة إلى تغييره، الطبيعة والخلوة مع الذات من أهم وسائل التغيير والأهم هو كتابٌ ينتفع به ويغيره إلى الأفضل.
الناجحون فقط من يدركون معنى إعادة تدوير العقل، الذين اتهمهم الناس بالفشل وبأبشع الكلمات رموهم، ولكنهم بإعادة تدوير أفكارهم وسلوكياتهم استطاعوا أن يثبتوا للعالم بأنهم عظماء، فقراء ولكن بعقولهم أغنياء، وبسطاء لكن بإرادتهم مختلفون،
فقط من يدرك أهمية إعادة التدوير العقل البشري هو مختلف في ذاته وفكره وغني بأفكاره ومتعلم من كتابٍ جعله يختلف عن الآخرين.