إعادة العلاقات الأردنية القطرية
د.خالد يوسف الزعبي
25-06-2019 02:21 AM
إن إعادة العلاقة الأردنية القطرية، أصبحت ضرورية لأنها تحقق مصلحة لكل من الدوحة وعمان بأن يكون لها علاقة طيبة مع الأخوة في دولة قطر، خاصة وإنه تربطنا بقطر علاقات طيبة منذ عهد الملك حسين رحمه الله والشيخ خليفة آل ثاني واستمرت أيضا العلاقة الطيبة مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني منذ تسلمه سلطة عام 1995. واستمرت العلاقة مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والملك عبد الله بالعلاقة الطيبة ولم نسمع عن سوء خلاف عميق بين البلدين لا سمح الله.
- إن إعادة العلاقات بين قطر والأردن إلى سابق عهدها الأخوية الحميمة الدافئة المبنية على تحقيق المصالح على أعلى المستويات بعد توقفها وتجميدها مدة طويلة انعكس سلباً على الشعبين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتجاريا وعلى فرص العمل مما أثر على حياة الشعب الأردني خاصة وإن هناك زيارات للمسؤولين الأردنيين والقطريين متبادلة على أعلى المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وغيرها.
- إننا ندرك تماما أن العلاقة بين القيادتين والشعبين الأردني والقطري هي علاقة طيبة وأخوية مبنية على المحبة والاحترام وإن قطر مواقفها مع الأردن مواقف مشرفة في تقديم الدعم المالي والاقتصادي والتعليم والتربية للأردن وتأمين فرص العمل للأردنيين تجاوزت عددها (10000) عشرة آلاف فرصة عمل في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية والبطالة والفقر الذي يعاني منه الشعب الأردني ونحن بأمس الحاجة إلى فتح الحدود والمطارات أمام الشعب الأردني والقطري لإيجاد فرص العمل المناسب في ظل إقبال قطر على تنظيم مباريات كأس العالم لعام 2022 وهذه فرصة تاريخية للعمل على تحسين العلاقات على مستوى القيادتين والشعبين فالأردنيين أصحاب كفاءة وخبرة وإخلاص في العمل.
- إننا في الأردن نقف مع الحق ضد الباطل ونقف مع قطر والشعب القطري وكل دول الخليج وندعو للمصالحة وفك الحصار عن قطر والجلوس على طاولة واحدة والتفاوض بينهم فأمن الخليج هو من أمن الأردن. واستقرار دول الخليج والمحافظة على حياة شعوب دول الخليج هي مصلحة عليا لهم جميعا ومصلحة أردنية عليا لنا نحرص على أمن واستقرار الخليج ونطالب بحل الخلافات بين قطر والسعودية والإمارات وندعو الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت. لمتابعة مسيرته الخيرة في تقريب وجهات النظر وحل الخلافات لمصلحة دول الخليج بعيداً عن الصراع العسكري لا سمح الله، الذي قد يطال كل دولة ويأكل الأخضر واليابس وتكون حرباً كارثية على الجميع لا قدر الله.
- إننا في الأردن كشعب أردني نطالب القيادتين الأردنية والقطرية بالعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والسفراء بين البلدين والعمل على تجاوز الخلافات السابقة إن وجَّدت وأن تتحلى القيادتين بالشجاعة والحكمة والعقلانية والاتزان لخدمة ولمصلحة الشعبين الأردني والقطري، وذلك بأسرع وقت ممكن، وإعادتها إلى سابق عهدها الأخوي وهذا يتطلب قراراً شجاعاً سياسياً بالمصالحة والمصارحة وغسل القلوب وتجاوز الماضي فالبلدين تحت الضغط الدولي والإقليمي والعربي والتهديد والوعيد الذي فشل تأثيره على البلدين.
- مصلحة الأردن بإعادة العلاقات مع قطر وبإعادة قناة الجزيرة، إلى سابق عهدها وبثها القوي من الأردن، وليس عن طريق النت فقناة الجزيرة، قناة إخبارية عالمية، سبق وأن تشرفت بالظهور عليها أكثر من مرة في مواضيع سياسية وقانونية وحقوق إنسان وحقوق اللاجئين والمحاكمة العادلة والمحاكم الجنائية الدولية. وبالتالي لا يُعقل تقييدها وتقييد حريتها وحرية العاملين فيها في الأردن، ونحن في الأردن بلد الفضاء الحر والحرية والرأي واحترام الرأي الآخر واحترام وسائل الإعلام العالمية والدولية.
- فالأردن حر في مواقفه السياسية والاقتصادية وعلاقاته مع الدول. وهذا يتطلب اتخاذ موقفا وقراراً وإرادةٍ شجاعة من القيادتين العليا بإعادة العلاقات الأردنية القطرية إلى سابق عهدها الطيب وإعادة بث قناة الجزيرة حرة.