بعد اعلان الدكتور يوسف الشواربة امين عمان عن إطلاق وتشغيل « باص عمّان» فان فئة من الاردنيين ينظرون الى الاحد القادم اليوم المنظور لاطلاق المشروع الذي يشمل 135 حافلة كمرحلة اولى ستغطي 55 وجهة عبر 23 مساراً بقليل من التفاؤل «حتى لا نكون سودانيين».
كخطوة اولى حسب الامين لمنظومة نقل متكاملة في العاصمة التي تعاني من مشكلة في النقل وازمة مرورية خانقة لا تخف على احد.
هذه المعضلة لم تستطع الامانة حلها جذريا من خلال شبكة طرق حديثة، نتيجة لسوء في التنظيم والتخطيط على مدار العقود الماضية، لم تراع التطور والتحديث والزيادة الطبيعية في عدد السكان خاصة العاصمة التي تعتبر مركزا تجاريا واداريا وملاذا للباحثين عن عمل مما يشكل ضغطا سكانيا عليها لغايات الاقامة او الذهاب والعودة والهجرة السكانية، ومما زاد الطين بلة الازمات التي حلت في دول الجوار وتدفق آلاف اللاجئين الى مختلف المدن والقرى الاردنية.
وباستثناء مشروع الباص السريع الذي بوشر العمل به منذ اكثر من عام لتحديث شبكة الطرق لم يعد هناك الكثير من البدائل لايجاد طرق جديدة او توسيعها نتيجة للاسباب السابقة ولجغرافية العاصمة وطبيعتها.
واذا ما عدنا للوراء واستحضرنا تجارب سابقة فاننا قد نتشاءم قليلا، وان المنظومة الجديدة قد لا تحل المشكلة وان فعلت فستكون بنسبة ضئيلة لا اثر لها.
لان البعض لم يعد يثق كثيرا ولديه شكوك بجدية المشروع وآلية المواعيد ومدى الالتزام بها من قبل السائق نفسه وكيفية المتابعة والمراقبة، ام ان الامور تدار بالفزعة والطريقة نفسها،على الرغم من تاكيد الامين بان الموضوع سيتم بالانتظام والتتابع و التشغيل بمعدل 16 ساعة يوما وان الخدمة ستكون خلال الشهر الأول شبه مجانية من باب التشجيع والتحفيز لمنظومة لم توضح آلية الخرائط و خطوط السير وامكان الوقوف والانطلاق والتوقيت.
الا انه في بداية الامر سيستمر الغالبية من المواطنين بالاعتماد على مركبته ليضمن وصوله الى عمله بالوقت المناسب.
مفضلا ذلك على فكرة لم تأتِ بجديد الا بنوعية الحافلات وتاريخ صنعها فما زال الاسلوب والطريقة تكرر نفسها.
وحتى لا بقال باننا نجلد كل شيء واننا دائما متشائمون نتساءل هل سيتم التزام كامل بالمواعيد دون تأخير لحافلات حديثة وجديدة لا تتعرض للخراب كل يوم ؟. وهل هناك فعلا استراتيجية تشير الى معدل ونسبة نجاح الفكرة؟ وانها ستحقق الهدف من عدمه ؟ فباعتقادنا ان هذه التجربة اذا ما نجحت فانها ستحقق نقلة نوعية في مجال النقل والمواصلات. وتفتح شهيتنا للنجاح الذي نتعطش له منذ زمن بعيد.
الدستور