أسسها محب الدين الخطيب في استنبول عام 1906، وكانت تلقى فيها دروس اللغة العربية كل أسبوع، وكانت غايتها إحياء اللغة العربية.
ثم أسس فرع لها في دمشق، وأصبح الفرع الرئيسي بعد إلغاء فرع استنبول بعد ثلاثة أشهر، وكان رئيسها صلاح الدين القاسمي، بمشاركة لطفي الحفار، وعارف الشهابي، وسليم الجزائري، وعبد الرحمن الشهبندر، والضابط أسعد الطرابلسي، ورشدي والشمعة، وسامي العظم، وجورج حداد.
وكان الشيخ طاهر الجزائري، وجمال الدين القاسمي، والشيخ عبد الرزاق البيطار، وشكري العسلي، وعبد الوهاب الانكليزي، من أصحاب هذه الفكرة الذين شجعوا الشباب عليها.
وكانت أهداف جمعية النهضة العربية في دمشق هي رفعة العرب ومجدهم ونشر اللغة العربية، وكان رجالها يجمعون الأموال ويفتحون الغرف للقراءة، ويعينون لها أميناً.
واعتبر الكاتب محمد الطيبي في مقال له بصحيفة العلم نشر في الثامن عشر من تشرين الثاني 1956/م، أن هذه الجمعية كان لها فضل على كل الحركات الفكرية والسياسية التحريرية، في الشرق العربي ” لأنها التي أشعرت العرب بشخصيتهم، وأرست القواعدالأولى للفكرة العربية في ظل الحكم العثماني.
كما أسس محب الدين الخطيب فرعاً للجمعية في اليمن، بعد أن هرب من استنبول بعد اكتشاف أمر الجمعية، كما أسس لها فروعاً في مصر والعراق والحجاز.
انتقلت هذه الجمعية من العمل السري الى المعلن بعد إعلان الدستور التركي عام 1908م، وصار للجمعية دستور خاص بها عام 1909م، بعد أن تخلت عن التعاطي بالعمل السياسي بضغط من حكومة الاتحاد والترقي.
يقول فريدريك زريق أن الجمعية تحولت الى جمعية إقليمية سورية، وغير سياسية بعد ذلك الوقت
تحدثت صحيفة المقتبس عام 1911 عن الجمعية، فكتبت: (قانون جمعية النهضة في دمشق، وهي جمعية علمية محضة تعني باللغة العربية، وآدابها، وإقامة أوضاع علمية، والتعاون بين الأعضاء في المصالح الأدبية والمالية.
يعتبر د. علي سلطان ان جمعية النهضة العربية، كانت تمثل وجه إحياء الثقافة واللغة العربية، والتاريخ العربي، وهي أسس القومية العربية، وكان لرجالها أنفسهم نشاط سياسي سري سابق تبلور بإنشاء حلقة سياسية سرية سنة 1903 في دمشق، بين طلاب السنة النهائية في المدرسة الحكومية الثانوية فيها، وكان معظمهم ممن يترددون على حلقة الشيخ طاهر الجزائري، وكان هدف هذه الحلقة بعث التراث العربي.
يقول مصطفي الشهابي ان اعضاء الجمعية اتصلوا بطلاب الكلية الاميركية في بيروت، وكلية الشيخ عباس الأزهري، ومنهم عارف النكدي، وعبد الغني العريسي، ومحمد المحمصاني، والأمير عادل أرسلان، ثم انتقل بعض أعضاء هذه الحلقة الى استنبول سنة 1905م، حيث اتصلوا بالطلاب العرب، وحيث أسس محي الدين الخطيب، جمعية النهضة.
ويلاحظ بعدها ان اسماء اعضاء جمعية النهضة ترددت من جديد في الجمعية العربية الفتاة.