ثقافة الخوف اذ تتبدد في حضرة الملك
د. حمزة البلاونه
24-06-2019 02:16 AM
كالعادة نتابع زيارات جلالة الملك حفظه الله ورعاه إلى محافظات الوطن وقيام جلالته بافتتاح المشروعات التنموية والتقائه بأبنائه في تلك المحافظات، إلا أن زيارة جلالته لمحافظة الكرك يوم أمس كان لها رونقها الخاص فالجرأة في الطرح والنقاش أمام جلالة الملك هي الصيغة التي طغت على المشهد سيما وأن هذا الطرح نابع من شريحة الشباب المحب لوطنه والحريص على ايصال الرسالة للملك بكل شفافية ووضوح وهذا ما دعى اليه جلالته في حديثه في عدة مناسبات وخاصة مناسبة الزيارة الملكية لمحافظة الكرك يوم أمس فقد أذن جلالته للشباب بالحديث دون ترتيب مسبق من قبل القائمين على الزيارة وهذا في حقيقة الأمر له عدة دلالات تكمن فيما يلي:
1. إن في وطننا الغالي قيادة حكيمة تؤمن بأهمية الشباب ودورها في تقدم المجتمع لإيمانها الراسخ بأن آمال الأمة اليوم منوطة بالشباب الواعي المدرك لدوره في مواجهة جميع أشكال التحديات حيث أن مسيره الإصلاح التي يقودها جلالته من أجل رفعه الوطن العزيز وعلو شأنه والحفاظ على مقدراته ومكتسباته تؤكد على إشراك الشباب الأردني بكل ما من شأنه خدمة الوطن وبناءه وتشجيعهم على الانخراط بالعمل السياسي والاجتماعي ومشاورتهم في الأمر وإبراز دورهم المفصلي بما يخص الوطن ومسيرة بناء الأردن الحديث وفق رؤية ومنهجية واضحة لا لبس فيها والمشارك في مثل هذه اللقاءات يعرف جيدا أن جلالة الملك محاور جيد ومستمع جيد لأبنائه.
2. تبدد ثقافة الخوف لدى الشباب فلماذا الخوف إذا كان المستمع للشباب هو الملك الأب الإنسان وهذه بحد ذاتها نعمة نعيشها في هذا الوطن الذي نحبه ونعشقه حتى لو كنا نجوع فيه ونعرى فالملك الوالد حفظه الله يشعر بالشباب ويفكر بمستقبلهم ويحاول ما أمكن من تحقيق مطالبهم.
3. إن ما جرى اليوم من تصرف حكيم من لدن جلالته بالسماح للشباب بالحديث دون تنسيق مسبق لهو رسالة قوية وعملية للمسؤولين أن استمعوا للشباب وحاوروهم في الميدان ولا تغلقوا الأبواب بوجوههم ولا تستخدموا سياسة الإقصاء والتهميش للشباب والتي مورست عليهم في السابق من قبل بعض المسؤولين فهل يلتقط المسؤولين هذه الإشارة والرسالة من الملك والعمل بما تحمله من دلالات نفسية واجتماعية على الشباب؟.
4. أكاد أجزم أن الجرأة في الطرح والحديث بدرجة عالية من الوضوح الذي قدمته الشابة الكركية هبة الله الشمايله أمام جلالة الملك لهو بمثابة خارطة طريق جديدة بين الشباب والمسؤول أرسى دعائمها جلالته وهو أمر ليس بغريب على الهاشميين فهم أصحاب رسالة سامية منفتحة وغير متزمتة او منغلقة على نفسها.
حمى الله الأردن وأدامه وطناً عزيزاً شامخاً مصاناً وعزز أركان الملك وأنعم على الشعب بنعمتي الأمن والأمان.