لم يترك رئيس الإدارة الأميركية الحالية كلمة جارحة ومهينة إلا وقالها بحقنا نحن العرب ، وعبر الإعلام الذي يتابعه سكان الكوكب كافة ، ومؤكد ان ما يقوله داخل غرف مغلقة هو أكثر وأشد أستخفافا بكل ما هو عربي وتركي وإيراني ،فنحن بالنسبة له مجرد خزان مال لا أكثر ولا شأن له ولإدارته إلا بالمصالح الأميركية وبما يسمونه الأمن القومي الإسرائيلي ، وما عدا ذلك فإلى حيث القت .
هذه الاستراتيجية الخاصة بإلإدارة الأميركية الحالية باتت واضحة تماما حتى لابسط مراقب عربيا كان ام غير عربي ، ولعل تراجع ترمب شخصيا وليس اركان إدارته عن توجيه ضربة لإيران في آخر عشر دقائق لا قبل يوم مثلا ، اكبر دليل على ضعفه برغم ما يحاول إظهاره من قوة ، ومن شاهد البروباغندا الإعلامية غير الضرورية أو المبررة للتباهي برفع توقيعيه على قراري القدس والجولان امام الكاميرات ، يتوصل فكريا إلى إنطباع متميز بوضوح عن ضعف هذا الرئيس وانه مجرد مسير وليس مخير.
الإدارة الأميركية الحالية تريد حربا عربية إيرانية تستمر لسنوات تماما كما فعلوا إبان الحرب العراقية الإيرانية وذلك ضمانا لانهاك ودمار الطرفين العرب وإيران معا ، كي تصبح المنطقة متاحة مباحة لاسرائيل ولأميركا للتدخل الهين والهيمنة على الإقليم كله .
عندي كلام كثير يمكنني قوله في هذا المجال ، لكنني أختصره بما قد يبدو غريبا في نظر كثير منا نحن العرب ، وهو دعوة للعرب ولإيران ولتركيا للتفكير مليا في نوايا أميركا وإسرائيل وما تخططان له من أستباحة لنا جميعا والهيمنة برداء إستعماري جديد على إقليمنا كله ، على أن نكون نحن عربا وإيرانيين وأتراكا الوقود لحرق ديارنا بايدينا معا لتحقيق ما له يخططون ! .
يطول الكلام في هذا المشروع الأميركي الصهيوني ومرجعيته هي التحالف الصيوني الإنجليكي التي تخطط دينيا بلبوس سياسي . ومن هنا فهل يمكن لعرب الشرق وإيران وتركيا عقد مؤتمر حوار صريح يناقش واقع العلاقات بينهم وصولا إلى معاهدة عدم إعتداء أو تدخل في الشؤون الداخلية وبناء تعاون إيجابي بين دولنا وشعوبنا وإنهاء سائر بور التوتر والنزاع في ما بيننا ولمصلحة دولنا وشعوبنا ومستقبل أجيالنا عوضا عن سقوطنا جميعا في مهاوي الردى وبأيدينا خدمة للمشروع المعادي لا قدر الله .
هذا ليس مستحيلا متى صدقت نوايانا جميعا ، وهذا سيملي على العالم كله إحترامنا وتقدير رأينا ومواقفنا والكف عن الإستهتار بنا ودفعنا إلى الهاوية خلافا لإرادة وطموح شعوبنا كافة .
لو حدث هذا لن تبقى هناك إسرائيل تلقائيا ، وسنكون معا قوة إسلامية يحسب لها الف حساب ولسعدت شعوبنا كلنا بحياة رغيدة آمنة وإستقرار لا يجرؤ احد على تنغيصه تحت أي ظرف كان . هذا تمن على الله سبحانه ، وبيدنا إيرانيين وعربا وأتراكا تحقيقه ، فالتاريخ لم ولن يرحم ، والمخطط المعادي لنا جميعا ولمصالح ومستقبل شعوبنا ، يجد اليوم ضالته في خلافاتنا وعلاقاتنا المتوترة ، فهل تبادر إيران إلى خطوة إظهار حسن النية وهل يبادلها العرب بمثلها وهل تتدخل تركيا إيجابيا لإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر نحو علاقات طبيعية أفضل . نتمنى ذلك ونصلي من أجله قبل فوات الأوان . والله من وراء القصد .