facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




المجتمع العربي .. وكارثة عدم التغيير


سليم النجار
23-06-2019 08:40 PM

اعتدنا في مجتمعاتنا العربية عموماً أن نسعى دوماً إلى اللحاق بركب الدول المتقدمة وخاصة الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية ... وكثيراً ما يمر في حياتنا اليومية الكثير من الأشخاص الذين يسبهون لدرجة الفهم العميق في الشرح حول الحقوق والواجبات التي يتمتع بها المواطن في تلك الدول ؛ وما هي أوجه الحضارة التي تشبعت بها تلك الأمم ؛ والواجب علينا أن نقوم بنقلها إلى مجتنعاتنا لتساهم في حل مشكلاتنا المختلفة ؛ من الجهل إلى الطائفية إلى التعصب السياسي والديني ...

وكما جرت العادة ؛ فإننا نضع المفاهيم ونناقش السبل ونتوصل إلى النتائج ؛ ولكننا ننسى دوماً أهم شيء في عملية الإصلاح المنشود لمجتمعاتنا ؛ ألا وهي مواجهة أخطائنا والوقوف أمام المرآة كي نواجه مخاوفنا وعثراتنا ونقر بها أولاً ؛ فتكون البداية صحيحة نحو بناء سليم يرمي أخطاء الماضي وراءنا ؛ ويبشر بمجتمع أفضل وأكثر تحضراً .

والغريب أننا يومياً نرى المئات من هذه الحالات في شوارعنا وأحيائنا وحتى في منازلنا ؛ ونحن نضحك عليها على مبدأ ( من هذا المنظر الغبي ) ... فمثلاً في موضوع المرأة نستمع صباح مساء إلى خطابات مفكرين ومحللين وأناس عاديين ؛ عن ضرورة تحرير المرأة وإعطائها حقوقها وأنها نصف المجتمع وأصله كله ؛ في الوقت نفسه نتبع في منازلنا ومع أقربائنا الوضع المعاكس تماماً ؛ ففي الوقت الذي يخرج ( المنظر ) مع زميلاته وزملائه كي يستمتعوا بوقتهم ؛ نجده يستشيط غضباً إذا رأى شقيقته أو إحدى قريباته تضحك مع زملائها الفتيان . في أحد الأمكان العامة .

حتى الحب لم ينجُ من عقدنا المزمنة ؛ فدمرّ الناس في مجتمعاتنا معانيه السامية وحوّلوه إلى وحش يصطاد الفتيات ويغري غرائز الشباب ؛ وينتهي بالفاجعة والكارثة ؛ وكأن قصص أجدادنا كقيس وليلي أو عنترة وعبلة الذين تغنت بهم أمجادنا وكتبت القصائد حول حبهم العذري أصبحت من الخطايا العشر يمنع الاقتراب منها ؛ كل هذا بدلاً من إيضاح مفهوم الحب على انه أكثر العواطف إنسانية ورقياً ؛ وأن الإنسان يجب أن يكون حذراً ودقيقاً في هذه المواضيع ؛ لأن مشاعر الآخرين ليست لعبة بيده ؛ كما أن مشاعره يجب أن تكون مقدسة لأبعد الدرجات كي لا يعاني من مرارة الخسارة والضياع ؛ وذلك لأننا نخاف من مواجهة أنفسنا وعقدنا المتراكمة نتيجة التربية الخاطئة لدى أهلنا وأهلهم من قبلنا .

وهنا يطرح في عقولنا السؤال التالي : هل يعقل أننا في هذه البلاد بهذا المستوى من الاختلاف عن سائر شعوب الأرض كي نفهم كل المقايس بالعكس ؟.

إن الإجابة عن هذا السؤال تكمن في النظر إلى اثنين من المواضيع الجديدة القديمة في حياتنا اليومية ؛ وهما ثنائية الدين والسياسة والروابط بينهما .

فالدين في مجتمعنا أصبح بعيدا كل البعد عن المعاني الحقيقية للاعتدال الديني والتسامح الذي بشر به الأنبياء ؛ فنجد كثيراً من الأشخاص يحاولون الدفاع عن طائفيتهم قبل وطنهم ؛ ويعلون الطائفة فوق الدين نفسه وكأنها دين جديد ؛ ويحرمون ما حلل الله ويحللون ما حرم تبعا لرغباتهم .

يبقى أعجب ما أطل علينا من مصطلحات قديمة جديدة في هذه المرحلة هو مصطلح الإسلام السياسي ؛ فبقدرة عجيبة دُمج الدين السامي الذي يخض الناس على المحبة والتسامح بالسياسة المعروفة بأنها من أسوأ الأعمال ؛ لكثرة الخداع والغش فيها ؛ والغريب انه أصبح أحد أشكال العمل السياسي في بلادنا ؛ وتحت عباءته مورست أبشع أنواع الإقصاء السياسي تحت شعارات ( إن لم تكن معنا فأنت ضدنا ) و ( نحن الطريق الصحيح وغيرنا باطل ) .
ألم يحن وقت التغيير ؟

هل الجهل والغباء والتخلف قدر هذه الأمة ولا مهرب منه ؛ أم اننا بالفعل تشبعّبنا بثقافة التبعية للآخرين دون سؤال ؛ بل لمجرد التقليد الأعمى أم ماذا ؟ ألم يحن الوقت لنغادر القواميس والجعجعة والكلام والآصوات لنرسو على الواقع ؟ متى نخرج من عنتريات كتب التاريخ ومفاخرات ملاحم أجدادنا إلى الواقع الملموس ؟

متى سنتغير ؟ فكل الأمم توافقت وتغيرت وصنعت أمجادها على الأرض إلا نحن امة مازالت تتقاتل على السماء وحرقت الأرض ؛ فلا الأرض أنصفتنا ولا السماء أحبتنا ؛ وأصبحنا قطعان خراف تلهو بها الذئاب من كل حدب وصوب .

متى سنقف لنرى العالم ؟ متى سيهب علينا تسوماني الفكر ونصبح أمة مثل باقي الأمم؟ ومتى سنرد على المتنبي ونصبح يا أمة انبهرت بازدهارها باقي الأمم ؟ .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :