مولاي صاحب التاج جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى حفظه الله ورعاه..
تزدان الكرك : كرك العزة والشهامة والنخوة والفداء ؛ فخارا واعتزازا وأنتم تحلون جلالتكم ضيفا عزيزا بين أهلكم ومحبيكم ، الذين يبادلونكم الحب بالحب والوفاء بالوفاء ، لتلامسوا همومهم ولتستمعوا الى شكواهم، فأنتم الأقرب اليهم من نبضات قلوبهم ، وأهداب عيونهم .
صاحب الجلالة الهاشمية
لم يبقَ لشعبك القابض على جمر الصبر والوجع والآه والغلاء إلا أنت، فأنت معقد آماله ، وأنت ملاذه ومرتجاه بعد الله سبحانه وتعالى.
لقد أصبح المواطن- يا سيدي- محاصرا من كل الجهات، فالغلاء والفقر والبطالة تؤرق حياته وتثقل كاهله، وقضايا الفساد والمفسدين وحكومات متخبطة تفقده الثقة بمستقبله، والتخبط الحكومي وعدم سير الحكومات الموقرة في الاتجاه الصحيح أضاع البوصلة وابتعد عن الهدف .
إن سياسات الحكومات المتعاقبة اصبحت عبئا على كاهل الوطن والمواطن، حيث سعت لمعالجة مشاكلنا الاقتصادية بمزيد من الضرائب والإهمال والتهميش ، وخصوصا لأبناء المحافظات البعيدة عن مركز القرار
مولاي المعظم..
شعبك الوفي مازال على العهد والوعد لكم، كما كان للراحل العظيم وللهاشميين الأطهار ؛ ولهذا فإن الناس تلوذ بوجهها إليك وأنت الملجأ والمنجى الأخير لها، بعد أن غابت النخب السابقة واللاحقة عن المشهد الأردني، هذه النخب التي صارت عبئا مضافا على الوطن والمواطن، والتي خذلت جلالتكم أكثر من مرة، والتي تغردون يا مولاي في وادٍ، وهي تغرد في وادٍ آخر .
إن الناس يا مولاي تنتظر منكم اليوم في كرك التاريخ والمجد...كرك الشهداء والشهامة، وفي هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ الوطن ، أن تصدروا جلالتكم أوامركم السامية لحكومتكم الرشيدة وديوانكم العامر للعمل من أجل حل مشكلتي الفقر والبطالة في المحافظة، وذلك من خلال استحداث مشاريع تنموية تعود بالنفع على الناس ، ويمكن الإسراع في ذلك من خلال الطلب إلى الحكومة التقدم بقانون يفرض اقتطاع نسبة 5% من أرباح الشركات القاطنة في الجنوب (الفوسفات والبوتاس والإسمنت والأسمدة واليورانيوم والصخر الزيتي...وغيرها) وإعادة توزيع ذلك على مشاريع تنموية في محافظات الجنوب . واقتطاع النسبة نفسها من المشاريع القائمة في الوسط والشمال وتوزيعها على مشاريع تنموية هناك ايضا.
رعاكم الله وحفظكم ذخرا وسندا لشعبكم الوفي ولأردننا الغالي.