لم نكن نتصور يوما من الأيام أن نعش في بيئة أخلاقية مثل هذه التي نعيشها اليوم، بعيدة كل البعد عن البيئة التي كانت مصانة بالاحترام والمحبة والتسامح والألفة.
اليوم نعش في جسر أخلاقي لا نعرف متى بدأ ومتى سينتهي! بيئة معدومة من أبسط الاخلاق لم نرها من قبل، بيئة متوحشة مليئة بالنفاق والسوء والسيطرة واستغلال المصالح والالفاظ غير اللائقة لبعضنا، بيئة تفقدنا احساسنا بالمسؤولية في المجتمع وتأخذ من أجيالنا المستقبلية الكثير من طاقاتهم الايجابية، نعم فنحن نعش في ازمة أخلاق كبيرة في الاردن.
لنسأل بعضنا، كم شخص يتعرض منا للفظ غير لائق من قبل شخص أخر؟ كم فتاة تتعرض للتحرش اللفظي كل يوم؟ كم منا لا يتعرض للاستغلال والسيطرة؟ كل هذه التصرفات نتعرض اليها بشكل يومي، وللأسف أصبحنا نعتاد عليها كأنها مشكلة عابرة وستختفي، بالتأكيد لا فهي تزداد يوما بعد يوم ونحن لا نلتفت اليها ابدا ولا نتخذ فيها أي اجراء، لنتطرق فقط عن هذه التصرفات اليومية من التلفظ بالالفاظ البذيئة (المسبات) على بعضنا على أقل الاسباب ومد أيدينا على بعض والمشكلة الاعظم أننا نشعر بسعادة عظيمة بالتفلظ بها. لتصرف أخر وهو معاناة الفتيات من التحرش اللفظي والجسدي. هذه التي نراها ونسكت عنها وكأنها عادة أصبحت في مجتمعنا، الى تصرف كبير وهو وصولنا الى ما نطمح له على حساب غيرنا هذه اصبحت تنتشر في مجتمعنا ونحن لا نعلم ، فرأيت الكثير من هذه التصرفات سواء في بيئة العمل أو في الجامعة، تصرف مكلل بالنفاق والاستغلال. فسوء الاخلاق يزداد اكثر فأكثر.
لنستذكر للحظة أيام البيئة الريفية برائحة ناسها وبخبزها الطابون، البيئة التي كان ناسها متماسكون، يقفون مع بعضهم البعض. كانو يخشون ايذاء بعضهم، بيئة لا تعرف الحقد والكره والبغيضة، بيئة لم تعتاد أن ترى أي فعل سيء وتسكت، أصبحت بيئتنا بيئة متوحشة لا تعرف حدودها نخاف على أولادنا منها ونحن لا نتصرف بشيء، كمية قهر نخفيها في قلوبنا عما نراه ونحن لا نتغير، بل نرى الأسوأ.
لنبدأ بالالتفات الى هذه الازمة ونعتبرها مشكلة اجتماعية ونفعل دورنا من دور الاهل بالتربية الصحيحة الى دور المجتمع والبيئة الخارجية.
نقول دائما إننا نعاني من أزمات سير كثيرة. لكن ما نعانيه بالفعل هي أزمة أخلاق لا غير، لن نتطور ونحن كذلك، لننقذ أنفسنا من جسر الاخلاق السيء، قبل أن نغرق به أكثر وأكثر
فالجسر أزدحم ........