ما الجديد في مقابلة الملك مع "هآرتس"?
فهد الخيطان
10-10-2009 04:01 AM
** معاهدة وادي عربة لن تكون بديلا عن السلام الشامل والعادل
ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الملك عبدالله الثاني عن شروط الحل العادل للقضية الفلسطينية فقد دافع مئات المرات عن حل الدولتين وعمل من أجله باخلاص وحذر مرارا من أن غياب الحل او تأجيله سيجلب المزيد من الويلات والحروب للمنطقة وان اسرائيل لن تشعر ابداً بالأمن ما دامت تحتل اراضي العرب.
الجديد في مقابلة جلالته مع صحيفة هآرتس الاسرائيلية هو التركيز على العلاقة الاردنية الاسرائيلية وما آلت اليه بعد 15 سنة على معاهدة وادي عربة, ومستقبل هذه العلاقة في ضوء السياسة الاسرائيلية المتعنتة وميلها المتنامي نحو المزيد من العدوانية والحروب.
في وصف الملك, العلاقة مع اسرائيل »تزداد برودة« ».. ومن المستحيل تقريبا ان يقوم اردني بزيارة اسرائيل..« ويضيف »التجارة بيننا تقريبا غير موجودة, اذا ما استثنينا المدن الصناعية المؤهلة«. ويمكن القول بشأن هذه المناطق انها في الطريق الى الزوال.
وكان الاعتقاد السائد لدى بعض النخب السياسية ان معاهدة السلام مع اسرائيل هي نهاية المطاف وهي السلام بعينه, لكن الملك في المقابلة يذكِّر بحقيقة غابت عن هذه النخب وستفاجئ الاسرائيليين ايضا وهي »ان اتفاقية السلام وقعت كجزء من عملية تحقيق السلام الشامل. ولن تتقدم علاقاتنا نحو المستويات الممكنة ولن تصل إمكانات المنطقة برمتها الى مداها الا اذا تحقق السلام الشامل«.
بهذا المعنى فأن معاهدة السلام وبعد 15 سنة بدأت تفقد قيمتها السياسية بالنسبة للاردن اذا لم يكن هناك سلام شامل وعادل يضمن انسحاب قوات الاحتلال من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. فقد اكدت تجربة السنوات الخمس عشرة بان الاتفاقيات المنفردة لا يمكن ان تكون بديلا عن السلام الشامل والعادل.
وعندما سُئل عن سبب قلقه مما يجري في القدس عاد الملك ليذكِّر الاسرائيليين مرة اخرى بان الاجراءات احادية الجانب في المدينة المقدسة ستهز العلاقة مع الاردن »وستفجر شرارات اشتعال كبيرة في العالم الاسلامي برمته«.
لم تعد العلاقة مع اسرائيل لا بل ومعاهدة وادي عربة خطا احمر اردنيا كما كان في السابق. وبدلا من ان تبقى عبئا على الاردن ها هي اليوم مطروحة على الطاولة لغايات التوظيف السياسي كوسيلة ضغط على اسرائيل.
على المدى القصير يسعى الملك الى وقف الاعتداءات الاسرائيلية على الاماكن المقدسة في القدس ولهذا حذر الجانب الاسرائيلي من ان ما يحصل سيهز العلاقة مع الاردن.
اما على المدى البعيد فان تمسك اسرائيل بسياساتها الحالية تجاه شروط الحل العادل يعني ان العلاقة الاردنية الاسرائيلية »التي تزداد بروداً« ستدخل في حالة موت سريري وتصبح المعاهدة حينها وكأنها جزء من الماضي.
اننا ازاء قراءة جديدة وشجاعة لقضية الأمن الوطني الاردني التي ترتبط ارتباطا وثيقا بمستقبل حل القضية الفلسطينية وبداية لمراجعة كنا بأمس الحاجة اليها.
fahed.khitan@alarabalyawm.net