غدا هناك افتتاح لسينما في (مخيم الزعتري) للاجئين السوريين شمال الأردن فهل سيحدث في المخيم عكس لقطة هدم السينما في فيلم (سينما باراديسو ) ؟؟؟ هل سيغزو الفرح وجوه اللاجئين السوريين وهم يشاهدون مبنى سينما ( جنة ) مخيم الزعتري ؟؟ وأية إرتباطات بالمكان ستسببها هذه السينما في قلوب أناس يأملون أن يكونوا عابرين لذلك المكان وليسوا مستقرين فيه ؟؟.....حقيقة ليس من الترف إمتاع المتحركين لظروف إضطرارية عبر الجغرافيا ولكن البطون الخاوية من الطعام و العقول الفارغة من العلم لاتطلب متعة الترف البصري فالنقود الكثيرة التي تم صرفها لبناء مبنى سينما الزعتري كان من الأولى توجيهها لمشاريع تعليمية من حيث تجهيز مباني دراسية تتمتع ولو بقدر معقول من مرافق تراعي إنسانية من يستعملونها......من المثير حقآ للإشمئزاز أن تضع قطعة لحم أمام من لايملك أسنانآ فهنا يتحول (الكرم الظاهري) إلى نوع من (العذاب الباطني) لمن وضعت قطعة اللحم أمامه ويكون التفسير الوحيد هنا هو أن من وضع قطعة اللحم فعلها من باب (الشوفينية) والدعاية لنفسه ولمصالح أخرى لايعلمها إلا الله ثم هو فأن تعالج فمآ فارغآ من الأسنان أكثر إنسانية من إطعامه بذهنية إستعراضية.......الصورة أدناه لقاعة السينما ومن تأملها نستطيع أن نخمن الكلفة لهذه الصالة ونعمل تقديرات لعدد الصفوف الدراسية التي يمكن تجهيزها من تكاليف هذه الصالة السينمائية والتي حقيقة لم اسمع أو أقرأ عن نظيرة لها في كل مخيمات اللجوء في العالم....مساعدة اللاجيء تاتي عبر تمكينه علميآ و رعايته صحيآ ومساعدته على إسترجاع الشعور بإنسانيته وليس عبر عرض أفلام (مغامرات ) و (خيال) تخدر عقل اللاجيء لفترة من الوقت وما ان يخرج من الصالة حتى يغوص في أوحال واقع المخيم
سينما ( جنة ) الزعتري.....الفيلم الإيطالي Cinema Paradiso لمخرجه ( جوزيبي تورناتوري ) والصادر عام 1988 هو واحد من أجمل كلاسيكيات السينما العالمية وهنا أستحضر لقطة من الفيلم لها وثيق إرتباط بما كتبته وهي لقطة هدم مبنى السينما في نهاية الفيلم حيث رأينا ذلك الحزن العميق الذي ضرب وجوه من حضروا هدم السينما حيث مثل لهم ذلك المبنى جنة من ذكريات جميلة قضوها في مشاهدة الأفلام هناك....