هل يُلزم الصحفيون بالإحالة على التقاعد في سنٍ معينة..؟!
الآراء متباينة لقد بقي الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل يكتب مقالته في صحيفة الاهرام «بصراحة» وهو في الثالثة والتسعين من عمره وقبل وفاته بأسابيع قليلة..
كما أن الاستاذين المرحومين محمود الكايد ومحمود الشريف كانا يديران أكبر مؤسستين صحفيتين «الرأي والدستور» وهما يصعدان السنوات بعد السبعين وكذلك المرحومان الدكتور فهد الفانك واستاذنا طارق مصاروة والأمثلة كثيرة..
بين يدي لقاء أجرته صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية مع الصحافي البريطاني الذائع الصيت «سترايكر ماكغوير» المعروف بتحقيقاته الميدانية العميقة والمندوب والمحرر في «نيوزويك» على مدى 30 عاماً، يقول ماكغوير: «عملي في هذه المهنة لإرضاء فضولي في ما يتعلق بما يحدث في هذا العالم، لقد تعرفت على أشخاص كانوا يعملون في مجال الصحافة وأحببت ما كان يمكنهم فعله باستخدام وظائفهم، لذا قررت أن أفعل ذلك بنفسي»..
وعند سؤاله عن عدد السنوات التي سيقضيها في المهنة أجاب: إلى الأبد..بدأت العام 1971 وما زلت أعمل في هذه المهنة إلى اليوم واشعر بأنني سوف أعمل فيها إلى الأبد.. وعن سؤال آخر يجيب: «سوف أقول إن الخبر الصحفي الأكثر أهمية هو الذي يترك أكبر تأثير»..
ويضيف: في أيام عملي الأولى عندما قمت بتغطية الحرب الأهلية في نيكارغوا ما بين عامي 1978 و1979 تمكنت وخلال تسعة أشهر من رؤية هذه الحرب على حقيقتها من البداية وحتى النهاية.. لقد عرفت الكثير من المعلومات عن نيكارغوا الأرض والإنسان الرائعين وايضاً الولايات المتحدة التي دعمت عدداً من الحكام المستبدين في نيكاراغوا.. والذين كانوا ودودين لسياستها ومصالحها التجارية، وقد سقط جميع هؤلاء الحكام المستبدين في جميع أنحاء اميركا اللاتينية.. لقد كان من الرائع أن أعيش هذه الحرب القذرة جداً..!
وعندما سُئل: هل تعتقد أنه من المهم بالنسبة للصحافي أن يتخصص في منطقة أو موضوع معين يجيب سترايكر: أعتقد أن الصحافي كلما كان مثقفاً ومطلعاً سيكون الوضع أفضل بالنسبة له، ولكن هناك حقيقة حياتية وهي: أن بعض الصحفيين يذهبون أحياناً إلى أماكن لم يذهبوا إليها من قبل مطلقاً وعندما يفعلون ذلك فسوف يتعين عليهم أن يتعلموا قدر الإمكان أن يحاولوا الحصول على قدر أكبر من الآراء..
والطريقة التي يحافظ عليها الصحافي ترتبط بالثقة، ويجب أن تثق هذه المصادر فيك، ويجب أن يثقوا أنهم إذا طلبوا منك عدم ذكر أسمائهم فانك سوف تلتزم بهذا الأمر، ويجب أن يثقوا أيضاً في أنك سوف تستخدم المعلومات التي سيقدمونها لك بطريقة أمينة ومتزنة.
مؤكداً سترايكر أن تعلم الصحافة اثناء العمل لا يقل أهمية عن تعلمها على مقاعد الدرس في الجامعات.. الصحافي الجيد.. والحق كالذئب يعيش من سعي قدميه.. أنه أيضاً مثل طالب دائم يحرص على التعلم عاماً بعد عام ويجب أن يكون ذكياً وفضولياً ومستعداً للاستماع للآخرين حتى النهاية..!
الراي