بعد أسبوع من الترقب ، وبين الأمل والرجاء ،والعتب والرثاء ، عادت عمون مرة أخرى إلى شاشة الشبكة الإلكترونية العالمية وعدنا نتصفح كما كنا نفعل من قبل أخبار الوطن ، وقد عتبنا كثيرا على من أغلق أو كان سببا في إغلاق عمون ، كما اننا نبارك للزميلين سمير الحياري وباسل العكور على صبرهما وحكمتهما في تناول ماألم بمموقعهما الجديد الذي أصبح بمثابة الأبن لهما ، وهلهما يعودان الى ممارسة مهنة المتاعب على وقع فناجين الشاي والقهوة وقرقرة الأراجيل التي لاتكف تنفث دخانها مع ما يكتب من أخبار ومقالات على شاشة عمون .
وقد كنا نعلم أن حكومتنا ديمقراطية و حكيمة وبعيدة النظر ، وكنا وما زلنا نعلم أن الحكومة تعلم أن من يكتب ومن يحلل ومن حتى يناكف في مقال أو تحليل إنما يريد في المحصلة النهائية مصلحة الوطن ، وأن من يخلق المتاعب ليس من يكتب أو يتكلم ، بل من يلوذ بالصمت من أصحاب النفوذ ويسلط غيره على من تحترق قلوبهم وتتقطع أحشائهم خوفا على وطن الأردنيين و قيادة الهاشميين .
الولاء ليس صراخا يصم الأذان ، ولا حناجر تتفجر نفاقا وكذبا بمدح القيادات والحكومات ، بل الولاء والإنتماء خبر صادق ، ومقال جريء قد يجرح ولكن بحنان ، وقد يشتط ولكنه مليء بالحب للوطن وقيادة الوطن وحكومة الوطن دون كذب ولا رياء ولا نفاق ، الولاء هو أن تعلي بناء الوطن بالحقيقة ، وان تشهر كل سيوفك في وجه المرتشين والفاسدين والمتنفذين والمتسلقين والمتأردنين بعنجهية والمتطاولين بجبن والمادحين بنفاق والسارقين بجرأة والمستوزرين والمسترأسين والمتزعمين بل والذين \" شموا رائحة أباطهم \" فظنوا أنهم قادرين على أن يكونوا أردنيين نخبا أولا ، ومادروا أن الأردن كله نخب أول والأردنيون كلهم نخب أول ماعدا الفئات التي عددناها قبل لحظة .
نحن نكتب لأننا نريد الحقيقية ، وننتقد عندما ننتقد لأننا نحب الأردن ، ونمدح برفق حتى لانميل جهة الكذب والنفاق فنكون من الملعونين في الدنيا والآخرة ، وحتى لانكون كمن يحاولون الإستهزاء بنا في قصائد مديحهم ومعلقات سجعهم الممجوج .
عادت عمون ، وجاء عيد الأضحى المبارك ، نهنيء عمون بالعودة مرة أخرى ونهنيء القراء الأعزاء بالعيد ، أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمتين العربية والإسلامية باليمن والبركة وبالنصر المظفر المبين على أعداء الأمة ، وإن ذلك قادم لامحالة والله قريبا ، والى اللقاء معكم من خلال عمون بعد العيد وتقبل الله طاعاتكم اجمعين .