قليل من الرجال المبدعين المتميزين بعطاء نوعي متفرد ، وتأثير كارزمي فاعل في الآخرين ، ومساحات للمهام العملية الفاعله ، يفرضون التقدير ، ويستنهضون الطاقات الكامنة فيمن حولهم ، وينتزعون لا يتسولون الاعتراف بعظمة الجهد المبذول الذي نحتاجه .

هذا النوع المؤثر ، حيثما يحط أو يحل ، يجذّر حب الوطن ، وتقديس العمل ، وإيثار الإخلاص والتفاني، ونشر قيم الوفاء والتعاون، ويجعل المكان يموج حركة ، وينتشي حبوراً، ويشع ألقاً ، ويطبع عليه بصمته الخاصة ، وإن غادره إلى موقع آخر ، تسبقه السمعة العاطرة التي تمهد للنجاح العملي الفاعل، والعطاء الميداني المكين ، فتحركهم مدروس ، وخطواتهم تزحف بعناية ومهارة دون قفز أو شطح أو تمظهر أو تمييز بين ألوان الطيف ، الكل أمامهم سواسية ، والتحفيز لديهم بقدر التميز في العطاء ، والإخلاص في التنفيذ ، فهذا النوع من الرجال قضوا حياتهم بانتظار الأفضل الذي حسبوه لم يأتِ بعد ، رغم أن كثيراً من التفاصيل التي نعيشها تمسنا بشكل مباشر لكنها آخذة مسار آخر.

ما زلنا بحاجة جادة الى من يعاهد الوطن من الرجال المخلصين اصحاب الايادي البيضاء الذين عاهدوا الله واقسموا على حفظ الرساله وصون الامانه ، رجال يمدون يدهم من أجل الارتقاء بمستوى المخرجات وتنمية المعلومات والمعارف والمهارات والخبرات المكتسبة بالإضافة إلى تعديل السلوك والاتجاهات نحو بناء منظومة القيم والأخلاق والعادات والتقاليد في مجتمع الدولة الاردنيه ومؤسساتها المختلفه ، بعيدا عن التصدعات التي تستدعي مراجعة دورية لمنظومتنا الحكومية بدقة وعناية والوقوف على آليات التنفيذ وأساليب وطرق العمل والمتابعة والمحاسبة والتأكد من قدرة ذلك كله من المساهمة الفاعلة في رفع مستوى الأداء الحكومي وغرس القيم والأخلاق والاتجاهات الايجابية .

إن الدولة الاردنية ، قد حُمّلت أمانة ألمسؤولية ومستقبل الأردن وكل ذلك متوقف على نوعية العمل بجد الذي يجب ايلائه الكثير من الاهتمام والرعاية ، واستثمار كل الطاقات والإمكانات المتاحة لتحسين جودته وتحقيق الرضا المنشود والسعي بكل جدية وشفافية للتحسين والتجويد ، وتوضيح الصورة الحقيقية والفعلية للواقع ومتطلباته ، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق أهداف الدولة ، وكذلك حصر العوائق والمشاكل التي نعاني منها ليتم جدولتها حسب الأولويات وتكثف الجهود من كل المعنيين ومن له علاقة بكل القطاعات لتذليل كل هذا الصعوبات وتجاوزها ، والاستعداد لتقبل النقد وسماع الرأي الآخر ، وليس هذا فحسب وإنما إيجاد آليات وأرضية مشتركة تتيح المجال لسماع كل الآراء بكل شفافية ووضوح سعيا لتحقيق الشفافية والالتزام المبني على المراقبة الذاتية والمحاسبة الشخصية وإذكاء روح المنافسة الشريفة من خلال وضع آليات ومعايير وأهداف نعمل لأجلها.

وأخيرا فان ما نواجهه ليس الا مزيدا من تعقد الأزمات ، ومعها ستقتل أحلامنا ، وستبقى مشاكلنا البسيطة معقودة بأزمات معقدة وكبيرة على مستوى العمل والحياة الصعبة والقرارات العبثية ، وحين البحث عن الفكرة الجيدة تجهض بالتنفيذ السيء والتسطيح والمصادرة لمغزاها ومعناها وتنتهك بالحسابات الضيقة ، لتغدو الإصلاحات مجرد استرضاء ومغالطة للواقع ولتصبح فاقدة القيمة والأثر .

الحمل ثقيل .. والمسؤولية عظيمة .. وفق الله كل المخلصين وسدد على طريق الخير خطاهم والهمكم الصبر والسلون من اجل بلوغ اهدافنا الوطنيه التي هي منالنا ومنانا واملنا .. والله المستعان
ودمتم سالمين