الكويت .. صوت العقل والحكمة
د.خالد يوسف الزعبي
19-06-2019 09:00 AM
تحظى العلاقة بين الأردن ودولة الكويت بالعلاقة الأخوية الحميمة الدافئة المبنية على تحقيق مصلحة الشعبين الأردني والكويتي. لذلك نرى أن هناك تنسيقا عاليا بين القيادتين وتشاور لاتخاذ موقفا موحدا تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية والبلدين وخاصة ما يتعلق منها بالقضايا الإقليمية الراهنة.
إن الكويت بقيادة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، تعتبر صوت العقل والحكمة والخبرة المتزنة في دول الخليج في التعامل مع قضايا الأمة، وقضايا دول الخليج والدول العربية ودول الإقليم في المنطقة والدول المجاورة، فالشيخ صباح الأحمد يعتبر من أكثر زعماء الخليج خبرة وحكمة وعقلانية ودراية في الحكم ومعرفة بالعلاقات الدولية والسياسية والدبلوماسية وإن خبرته في الحكم تجاوزت (40-50) عاما بين وزير خارجية واستلامه أميراً لدولة الكويت، فهو من أكثر أصحاب الخبرة في العلاقات الدولية والإقليمية والسياسية، ويعرف عنه أنه سياسي من الطراز الرفيع يحظى باحترام وبعلاقات طيبة واسعة مع قادة العالم والسياسيين المبنية على تحقيق مصالح دولهم وشعوبهم نحو الخير والرفاة والمستقبل.
إن الكويت، وبقيادة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر، كانت ولا زالت وستبقى صوت الحكمة والعقل المتزن والخبرة في محاولة حل قضايا دول الخليج، وبالذات الحصار على دولة قطر، فقد بادرت الكويت ومن خلال مواقفها القومية والعربية والإسلامية المعرفة بالطيب والنخوة والمسؤولية التي يمليها عليها الضمير القومي ومصلحة دول الخليج وشعوبها في محاولة حل الخلافات بين قطر والسعودية، تجنبا لأي صراع لا سمح الله عسكري فقد بذل أقصى جهوده وخبرته السياسية وعلاقاته الطيبة في زيارة قطر والسعودية بهدف تقريب وجهات النظر ومنع اشعال فتيل الحرب والفتنة بين دول الخليج وشعوبها، لأنه يدرك أن الحرب سوف تطال كل دولة من هذه الدولة والمنطقة وتحرق الأخضر واليابس، وسوف تكون حربا كارثية على الجميع.
إن قمة دول الخليج في الرياض، شهدت موقفا شجاعاً طيبا ينمُو عن بُعد نظر سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر، حينما كان يقف مع الملك سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية، حينما دعى وطلب من رئيس وزراء قطر أن يقترب ويسلم على الملك سلمان وطلب من الأخير السلام عليه، فقد تم السلام بين الملك سلمان وبين رئيس وزراء قطر مصافحة بالأيدي والابتسامة، هذا الموقف لسمو الشيخ جابر يدل دلالة عميقة على بُعد نظره وشجاعته وطيب قلبه وعمق نظرته السياسية والاخلاقية والقومية العربية في تقريب وجهات النظر بين السعودية وقطر، ودعوته للمصالحة، والجلوس على طاولة واحدة والتفاوض لما يخدم مصلحة البلدين ومصلحة دول الخليج عامة، ونامل أن يحصل ذلك بعد هذه القمم الثلاث على مبدأ احترام دول الخليج وقادتها وشعوبها وعدم تدخلها في شؤون بعضها البعض كما كانت سابقاً. فالعلاقة الأخوية بين زعماء الخليج كانت في أحسن حالها، والتنسيق بينهم في أعلى مستوياته ولا أعرف من جلب لهم هذه الفتنة الحاقدة عليهم المبنية على سوء النية.
إن العلاقة الأردنية الكويتية بين القيادتين والشعبين، هي علاقة أخوية قوية مبنية على المحبة والاحترام منذ تأسيس دولة الكويت واستقلالها، وإن الكويت يقف مع الأردن في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والصحية والتعليم والتربية، وتدعم الكويت الأردن في الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس والأقصى، فالمواقف المشرفة من أمير الكويت وحكومته ورئيس مجلس الأمة الكويتي السيد مرزوق الغانم، ومن السفير الكويتي في الاردن في مواقفه وكتاباته الطيبة، هي مواقف عربية وقومية واسلامية ترفع لها القبعة والاحترام، لذلك فالتشاور بين الأردن والكويت في كافة القضايا له أهمية وتكاد تكون مواقفهما للبلدان متطابقة تماما، نظراً لما يتمتع به قيادة البلدين من بُعد نظر في القضايا العربية والدولية والاقليمية بالوسطية والحكمة والعقلانية والأتزان، علما ان الأردن يقف مع أمن الخليج واستقرارها ويعتبرها آمنة.
نقف احتراما لموقف الكويت العقلاني من ازمة الخليج (أمريكا – ايران) حول الملف النووي وقرع طبول الحرب بينهما، إن موقف الكويت الذي يدعو إلى الحكمة والعقلانية والحل بالطرق السلمية والدولية والتفاوض بين أمريكا وإيران بعيداً عن التهديد والحرب لأنه يدرك أن إيران دولة إسلامية وجارة وإن إمكانية حل الأمور بالطرق الدبلوماسية والتفاوض، ممكنة، وان دول الخليج تعيش إلى جانب إيران وبينهما. تبادل دبلوماسي وسفراء وعلاقات اقتصادية وتجارية كبيرة واجتماعية، فالحل ضمن اطار العلاقات الدولية، القائم على عدم تدخل الدول في شؤون بعضها البعض هو أساس الحل والعقل والمنطق بالحوار والتفاهم للتوصل الى حلول ترضى عنها الأطراف المتحاربة.
- من هذا المنطلق كانت رؤية الكويت ثاقبة وعميقة، في رفض الحرب، والدعوة للحل السلمي بين ايران وامريكا، لأن اشعال الحرب سوف تكون كارثية على ايران وامريكا ودول الخليج والمنطقة، وان المستفيد الوحيد منها فقط إسرائيل خاصة وأن المتحاربين يملكون أسلحة دمار شامل، قد تؤدي الى حرب عالمية ثالثة.
والجواب على السؤال – نعم – نأمل أن تبقى الكويت بقيادة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر أمير الكويت – صوت العقل والحكمة المتزن في دول الخليج، لحل كافة القضايا بينهم وحل القضايا العربية والإسلامية ودول المنطقة بالحكمة والتفاوض والطرق السلمية، ونأمل أن يبقى موقف الكويت المشرفَّ الداعم للحق والعدل وحقوق الانسان وحماية الشعوب والمحافظة على حياتهم وامنهم واستقرارهم وبالدفاع عن القضية الفلسطينية وشعبها، بإقامة دولتهم على ارضهم في فلسطين وان يبقى موقف الكويت الداعم اقتصاديا وماليا لكل الشعوب الفقيرة في الدول العربية والاسلامية فالتحية للكويت شعبا وحكومة وأميرا وحماهَّم الله.
مدير مركز الحق للدراسات القانونية والاستراتيجية