يُصنف الأردن كرابع أكبر مخزون من الصخر الزيتي. واحتياطياته تصل إلى ما يقارب 40 مليار طن، ويمكن انتاج 4 مليار طن بترول من الاحتياطي الحالي، مما يضع نوعية الزيت الأردني، من ناحية الاستخراج، على قدم المساواة مع مثيلاتها الغربية.
في بداية عملي الصحفي لم تخل عشرات المقابلات التي أجريتها مع وزارء الطاقة المتعاقبين والمختصين من ذكر الصخر الزيتي باعتباره طاقة الفرج لأزمة الطاقة وبوابة الاكتفاء الذاتي, وكان الأمل بعيد في استخراجه لعدم توفر التكنولوجيا من جهة وكلفة استخراجه في مقابل أسعار النفط المرتفعة.
هبط السعر العالمي للبترول إلى النصف ليس فقط بسبب تقلبات العرض والطلب واختلاط السياسة بالاقتصاد، بل لنجاح استثمارات الصخر الزيتي في أميركا التي جعلتها ثاني أكبر منتج للبترول في العالم بعد أن كانت أول مستورد له.
من الطريف في هذا المجال أن يرد تخفيض أسعار البترول الى مؤامرة لا نستبعدها لكن ماذا بالنسبة للاستثمارات الهائلة في الصخر الزيتي في أميركا المجدية طالما أن السعر لا يزيد عن 50 دولاراً للبرميل.
تطورت تكنولوجيا استخراج النفط من الصخر الزيتي وتراجعت معها التكلفة وأصبح مجديا فشرعت شركة العطارات للطاقة ببناء محطة كبرى لتوليد الكهرباء من الصخر الزيتي، بعد أن حصلت على تمويل صيني لغاية 7ر1 مليار دولار.
وكان قد قيل لنا مراراً إن الصخر الزيتي غير مجدِ إذا كان سعر البرميل عالمياً تحت مستوى 70 دولارا، وهو الآن يتراوح حول هذا المعدل، ومع ذلك الاعتقاد مترسخ بأن المشروع مجدِ.
المحطة ستنتج ُخمس حاجة الأردن من الكهرباء، وإنها ستبيع الطاقة إلى الحكومة بسعر يقل عن نصف كلفة الكهرباء الراهنة. وإذا لم يكن هذا كافياً فإن الشركة ستدفع رسوم تعدين عن كل طن من الصخر الزيتي تستخرجه وتستعمله في توليد الطاقة.
حتى لو ارتفعت أسعار البترول فإن كلفة الصخر الزيتي ثابتة ولا تزيد عن دولارين للطن كرسوم تعدين مما يعني أن مرور الزمن سوف يعمل لصالح الشركة.
إنتاج الكهرباء حالياً يكلف حوالي 16 قرشاً لكيلو وات ساعة، وأن شركات الطاقة المتجددة من الشمس والرياح تعهدت ببيع الكيلو للحكومة بسعر ثابت هو 12 قرشاً، في حين أن كهرباء الصخر الزيتي ستباع إلى الحكومة بحوالي سبعة قروش.
المحطة ستوفر350 مليون دينار سنوياً من المستوردات النفطية و1500 فرصة عمل والإدعاء بعدم جدوى الصناعات التي تقوم على الصخر الزيتي عندما يقل سعر البرميل عالمياً عن 70 دولاراً، تحتاج لإعادة نظر فليس هناك مصلحة في تثبيط همة المستثمرين في الصخر الزيتي.
الراي