تكلمت الحركة الاسلامية ولَم تقل شيئاً
بسام حدادين
17-06-2019 07:52 PM
بفضول كبير ، ترقبت نشر " الوثيقة التاريخية " ، للحركة الاسلامية. التي سبق الإعلان عنها ، " طنة ورنة " وحديث عن مراجعات نقدية ، وبيان موقف الحركة ، من القضايا الملتبسة : الاٍرهاب ( داعش ) ، الدولة المدنية ، المرأة ، الحريات الفردية ، الموقف من المشاركة في الحكم .. الخ .
لكن " الوثيقة الاتاريخية " ، لم تقل كلمة او فكرة جديدة في هذه العناوين ، واتحدى من يقول لي غير ذلك ، لا بل هناك خطوة الى الخلف في بعض العناوين ، كالتراجع عن فكرة دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وتجاهل الحديث عن " فكرة الدولة المدنية " وكذلك الهروب من تحديد موقف من الفنون والموسيقى والفلسفة والتعددية الثقافية وحقوق المرأة . والأهم ، انها لم تشر لا من قريب او بعيد ، لداعش او لإرهابها ولا للوضع القانوني " للجماعة " ، ولا لما كان يصدر من تلميحات ، عن فصل الدعوي عن السياسي.
اما المراجعات النقدية ، فلم تتضمن الوثيقة، اَي مراجعة من اي نوع على الإطلاق ، أكرر على الإطلاق ، وللأمانة العلمية ، فقد ورد في الوثيقة عبارة ، تنم عن تواضع جم : " نحن بشر ، نخطئ ونصيب "!!! وكفى الله المؤمنين شر المراجعات.
الوثيقة التاريخية ، ليس لها من اسمها ، نصيب. بكل تجرد وأمانة وبعيداً عن الخصومة السياسية ، أقول : انها وثيقة تعكس الفقر والخواء الفكري والسياسي للجماعة في الاردن التي لم يظهر بين صفوفها يوماً مفكرا او باحثا او مجدداً ، فهي جماعة تعيش على ادبيات الماضي التليد.
يحزنني هذا الواقع المتكلس الذي يذكرني بواقع حال الكثير من الاحزاب الشيوعية العربية.
هيأت نفسي لسجال يغني الحوار الوطني ، فإذا هي وثيقة إنشائية عمومية ، تتكلم ولا تقول شيئاً ، ولا ابالغ حين أقول ، لو شطبنا كلمة الاردن من الوثيقة ، فيمكن اعتبارها صادرة عن الجماعة في اَي بلد عربي .
اخيراً
ياجماعة الخير الوثائق التاريخية تصدر عن تنظيم او حزب واحد ، موحد الفكر والإرادة . شو دخل " كتلة الاصلاح النيابية " مثلا . ألم تصدعوا رؤوسنا وأنتم تصفون ، هذه الكتلة بانها ائتلاف عريض وفيها من غير الاخوان. هذه ضربة قوية لمصداقيتكم.
ننتظر محاولة اخرى قبل فوات الأوان.