المسلمون بين الصين وأمريكا
د. عبدالله صوالحة
17-06-2019 11:42 AM
تعيش الأقلية المسلمة في الصين المعروفة بـ الويغور ظروفا قاسية من ناحية الاضطهاد الديني ، ويقدر عدد المسلمين في مقاطعة شينجيانغ ب٢٣ مليون مسلم تعود أصولهم الى تركستان ومنطقة آسيا الوسطى ، وتسعى الحكومة الصينية الى إجبارهم على التخلي عن تقاليدهم الاسلامية والاندماج في الثقافة الصينية .وتتحدث التقارير عن وجود مراكز اعتقال لأكثر من مليون مسلم تعرف بمعسكرات إعادة التثقيف بجبر فيها الويغور على حفظ الفكر الشيوعي ، وكل من لا يلتزم بالتعليمات يمنع عنه الطعام ويحرم من النوم اضافة الى أحبارهم على أكل لحم الخنزير وشرب الكحول المحرمتين في الشريعة الإسلامية.
اللجان المعنية بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أفادت أن هناك المئات من مراكز الاعتقال السرية يحبس فيها الآلاف دون محاكمة ويحظر على وسائل الإعلام دخولها.
كما تقوم السلطات الصينية بمراقبة الهواتف المحمولة للتأكد من خلوها من مواد ومضامين دينية حساسة .وأفادت تقارير صحافية عن أن السلطات الصينية أمرت بجمع المصاحف وسجاجيد الصلاة وغيرها من المتعلقات الدينية . اضافة الى قيام السلطات بسن قوانين تنص على أن الموظفين في الأماكن العامة من بينها المطارات والمحطات يتعين عليهم عدم السماح للنساء اللائي يغطين كامل أجسادهن من الدخول وإبلاغ الشرطة عنهن، كما يمنع إطلاق اللحى وارتداء النقاب. احد الناجين من معسكرات الاعتقال افاد انه أجاز لزوجته وأخته الانتحار فيما أفاد اخر بانه سيدفع ثمن الرصاصة التي تطلق على والدته التي لا تحتمل التعذيب .
.
في المقابل يعيش في الولايات المتحدة الامريكية 3.1 مليون مسلم يشكلون 1% من السكان ويعتبر الإسلام أسرع الديانات انتشارا فيها ، وتشير التقديرات أن هناك 20 ألفا يعتنقون الإسلام سنويا وأن 25% من مسلمي أمريكا هم من المسلمين الجدد الذين اعتنقوا الإسلام . وكان مركز بيو للأبحاث قد توقع ان يزيد عدد المسلمين في أمريكا بمعدلات أسرع من الهندوس واليهود خلال العقود القادمة بل انه بحلول عام 2040 سيصبح المسلمون ثاني أكبر جماعة دينية في أمريكا بعد المسيحيين وبحلول عام 2050 سيصل عدد المسلمين إلى 8.1 مليون نسمة أو 2.1% من إجمالي عدد السكان .
أما المساجد والمراكز الإسلامية فتتمدد في طول البلاد وعرضها وتشير التقديرات الى ان هناك اكثر من 2000 مسجد ويقوم 2.6 مليون مسلم بتأدية صلاة العيد كل عام .
ليس ذلك وحسب، تقوم الجالية الإسلامية بالتعاطف مع الأقلية المسلمة الايغور، من خلال الضغط على الكونجرسً لاتخاذ إجراءات عقابية ضد الصين بسبب سياساتها تجاه المسلمين ، وفي هذا الإطار أطلق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على مراكز الاعتقال اصطلاح "معسكرات" إعادة التثقيف لوصف هذه المواقع، وقال إن النشاط الصيني "يذّكرنا بالثلاثينات"، في إشارة الى معسكرات الإبادة النازية .
كما تدرس الحكومة الأمريكية فرض عقوبات على كبار المسؤولين الصينيين في شينجيانغ حيث يعيش ملايين الويغور وأقليات مسلمة أخرى. وحذرت الصين من أنها سترد "بشكل ملائم" على أي عقوبات أمريكية.
المفارقة أن المسلمين حول العالم وخاصة في الشرق الأوسط يدعمون الصين في حربها التجارية ضد الولايات المتحدة ويتمنى الكثيرون أن ان تسقط الإمبراطورية الأمريكية في مواجهة المارد الصيني ، وهناك من يطالب الدول العربية والإسلامية بالتحالف مع الصين في مواجهة أمريكا .
Mutaz876@gmail.com