قراءة مختلفة للمشهد الإعلامي!
سليمان الطعاني
16-06-2019 03:25 PM
الإعلام الرقمي ظاهرة عالمية ولغة عالمية جديدة صنعت أدواتها كميرة الهاتف المحمول والانترنت وتطبيقاته من فيس بوك وتويتر ويوتيوب وخلافه، إعلام جديد بات الشباب من خلاله في كل أنحاء العالم يناقشون قضاياهم المحلية والعالمية بكل أريحية ويتواصلون تواصلاً فكرياً يجمع بين المتعة وتبادل الأفكار والصور بعيداً عن حرّاس البوابات والرسميات والمرجعيات الثقافية حيث يكون الفرد هنالك بنصّه ومعلومته وليس بمظهره أو إنتماءاته، ظاهرة عالمية نقلت المواطن من حالة انتظار بث نشرة الأخبار الى صناعة الأخبار ومتابعتها والمشاركة الفاعلة فيها ..
في ظل هذا الاعلام الجديد، الأخبار تنقل لنا من كل مكان بالصوت والصورة بكبسة زر وبإيقاع سريع لكل صور التعامل مع هذه التقنيات والوسائط.. نشر الخبر لم يعد يستغرق سوى دقائق لم يعد هناك ما نخفيه أمام الجمهور، نعيش إعلاما مفتوحا نرى كل ما يدور حولنا، لا تعتيم ولا إخفاء للحقائق اعلام له حضور وتأثير لما يميزه من تقنية سريعة ومباشرة وآنية، الرابح فيه هو من يبادر لتبنيه وفهم أدواته.
اعلام بات يفرض نفسه كسلطة حقيقية يحسب لها أصحاب القرار السياسي ألف حساب، وباتوا على يقين تام بأنهم على عتبة نقلة تاريخية ونوعية خطيرة في التعاطي الاعلامي لم يسبق لها مثيل نقلت الإعلام إلى آفاق غير مسبوقة وأعطت مستخدميه فرصاً أكبر للتعبير والتأثير والانتقال عبر الحدود ، فرصاَ تتمثل في وضع الأفراد والمجموعات والمهمّشين والمظلومين والعاطلين ... في علاقات اتصالية فيما بينهم ورهانات استراتيجية تقود الى المطالبة بالحقوق ومكافحة الفساد والبطالة والغلاء وغير ذلك من الاجندات المختلفة التي كان من الصعب طرقها في السابق ،
نحن على ابواب قراءة مختلفة للمشهد الاعلامي، فنحن في زمن القارئ الناشر، لم تعد وسائل الاعلام التقليدية هي المسيطرة على المتلقي في سوق المعلومات بل أصبح هذا المتلقي في موقع المتمرد الخارج عن طوق الاعلام التقليدي.. لقد سئم الجلوس في مدرج المتفرجين فقرر النزول إلى ارض الملعب والمشاركة في اللعب وتسجل الاهداف بنفسه وعلى طريقته الخاصة وفي الوقت الذي يحدده.. وكأني به يقود مرحلة التغيير.. التغيير الذي لابد منه.
نحن على أبواب مرحلة جديدة لم يعد معها المتلقي مضطراً للانتظار الى الغد على أحر من الجمر ليعرف ماذا جرى بالأمس، اليوم وعبر بوابة الاعلام الجديد أصبح المتلقي أكثر ثقة ومتابعة لأولئك الإعلاميين الجدد الذين لا تربطهم بالضرورة علاقة أو صلة بالإعلام التقليدي المتأثر بقيود لا تعد ولا تحصى بل قام هذا المتلقي بالمشاركة معهم في النشر عبر المنتديات والمدونات والمواقع الخاصة أو العالمية.. وساعد على نجاحه أنه دخل صناعة الاعلام بأسلحة فتّاكة من طراز كشف الأوراق والوثائق السرية وتقديم الصور الحقيقية وعرض الوقائع بكل حرية وجرأة فشد الانتباه ولفت الانظار وفتح باب المشاركة على مصراعيه ومنح الآخرين حق الدخول ومن هنا دارت عجلة التداول بث المحتوى الاعلامي بكل عناصره لأكبر شريحة ممكنة وفي أسرع وقت بل وأحياناً كثيرة مباشرة في نفس اللحظة وحياً على الهواء.