مع إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي كالفيس بوك والتويتر والواتسآب والإنستغرام وغيرها أصبح الناس قريبين من بعضهم لغايات التواصل الإفتراضي بأي وقت ومن غير إستئذان، وأصبح البعض يمارس على الآخر ضغوطات تكاد تكون مُريبة أو غريبة أو حتى خارجة عن حدود اللباقة، بالرغم من وجود الكثير من الإيجابيات التي تُسجّل للفضاء الإلكتروني الإفتراضي:
1. البعض يبعث برسائل متمترساً خلف الغطاء الديني، كأن يُحلّفك بالله بأن تبعث الرسالة التالية لعدد من الناس وستحصل على بٌشرى سارة بعد وقت محدد! بالطبع هذا هُراء ومُسيء للدين ولا يمُت للدين بصلة ولا حتى يحترم ذهنية الآخر.
2. البعض يستعمل الأسماء المستعارة للتعريف بنفسه. وهذا يٌسيء لقيمنا الإجتماعية وعاداتنا الرصينة؛ والبعض يستخدم الفضاء الإلكتروني لإختراق الخصوصية والإستجداء المالي وأشياء أخرى أحياناً.
3. البعض يبعث برسائل وصور مُخلّة بالآداب العامة سواء بإرادته أو مُكرها كنتيجة لإختراق حسابه من قبل الهاكرز، وهذا قمة العيب والحرام.
4. البعض يبعث بمعلومات سواء دينية أو غير ذلك غير صحيحة، لدرجة أن هنالك بعض الدسّ في الكلام على مصادر التشريع، وهذا تطاول مسيء.
5. البعض يتطاول على الآخر أو يغتال الشخصيات أو يتمادى في الإساءة للآخر مٌستغلين مساحة وهامش الحرية الإلكترونية، وهذا مؤشر على ضعف المساءلة وعدم فهم الحرية المسؤولة
6. البعض يستخدم الفضاء الإلكتروني للترويج للإشاعات الهدّامة أو للترويج لأشخاص بُغية إبتزازهم أو رفع مقامهم، وهذا عبث في الوحدة الوطنية ودس للسم بالدسم.
7. البعض يستخدم مواقع التواصل الإجتماعي للحوار دون الإيمان بالحوار الهادف بل المتمترس والذي يضمن النتائج لصالحه، وهذا قمة اﻷنانية.
8. والبعض يسقط ما بنفسيته وبداخله من هم وغم وغلو وغيره على الآخر، وهذا مرض إجتماعي.
بصراحة: المطلوب أن يرتقي الناس بتفكيرهم ويحترموا ذهنية الآخر، وأن لا يستغلّوا الفضاء الإلكتروني سلباً بل إيجاباً، وأن لا يخلطوا الأوراق بين حريّة الفوضى والحرية المسؤولة لأن الوضوح يجعل الآخرين يحترموننا.
صباح الحريّة المسؤولة لا الفوضى