لا شك أن الذين يشككون في نظرية المؤامرة على أمتنا تصدمهم الأدلة اليومية في كل مكان ، فمنذ تقسيم سايكس بيكو ونحن نتلقى ضرباتهم وكانت الفاجعة الكبرى في تسليم فلسطين للصهاينة وزرع " دولة الصهاينة " في قلب أمتنا ، واستمر مسلسلهم في حرب سياسية واقتصادية وفكرية وتعليمية ، وكلما خرجنا من مصيبة أوقعونا في أخرى . من حقهم أن يبحثوا عن مصالحهم لكن دون أن يسوقوا ادعاءاتهم في الإنسانية وحقوق الإنسان ، فهم قادة الحروب العالمية وهم سادة التآمر وصناعة المشكلات واسترقاق الشعوب ونهب الخيرات وفتح الأسواق وزرع المصادمات واستئجار العملاء الصغار لتنفيذ مخططاتهم وتبنيها وترويجها . ومنذ بدأ الربيع العربي وهم يرقصون فرحا" للدماء والأشلاء وبيع السلاح والإذلال ، وعالم الأرقام لا يجامل، فقد قُتِل وشرد الملايين وامتلأت بلادنا بالأرامل والأيتام ودمرت مدن حضارية تاريخية وغرقت الأمة في المديونية ودمرت جيوش عربية ، وهم بصدد الإجهاز على من تبقى من الدول !! .
كل الدول العربية يلعبون بها ولا يسمحون بمجرد علاقات طيبة بين أقطارنا ناهيك عن السماح بوحدة حلم بها الناس !! الاتحاد المغاربي اسم دون مضمون ويكفي ان الحدود الجزائرية المغربية مغلقة !!
ومجلس التعاون العربي مات قبل ان يولد على مذبح حرب الخليج !! ومجلس التعاون الخليجي تلقى ضربة نشاهد آثارها بوقوف ثلاثة دول ضد دولة عضو في المجلس !! عصف الربيع العربي بمصر وتونس واليمن وليبيا والسودان والجزائر . ولم يبق من الدول بعيدا" عن الدمار سوى الأردن والمغرب وعُمان فهل نسيها المتآمرون أم انها على الطريق ؟ علاقات الأردن مع امريكا ليست على ما يرام فترمب وكوشنر اليهودي يريدان من الأردن تنفيذ رغبة نتنياهو والصهيونية والا ..... .
ديوننا ارتفعت خلال عشرين سنة الى خمسة أضعاف بفضل حكومات الاقتراض ونصائح البنك الدولي !! والبطالة في ارتفاع !! والبرلمان والحكومة ليسا في مستوى الظرف الصعب . والقهر الاجتماعي والتململ يراه كل ذي بصر . الفرصة مواتية لإشعال الفتيل مرة بزرع الخلافات وبروز جماعات العري
والوقاحة المشبوهة فهل يقبل الأردنيون أن يحترق بلدهم الذي بنوه منذ ما يقرب من مائة عام ؟!
هل نريد تدمير البنى التحتية ؟ هل نريد رؤية الدماء والأشلاء ؟ هل ندمر المدن والعمران ؟! إننا في عين العاصفة وكل من حولنا ربما يأتي من أرضهم الضرر !! لا أقول لتبرير الفساد والسلب والنهب!! لا اقول هذا لأنني معجب بالحكومة أو بالبطالة او المديونية بل لأحذر من السقوط الذي وقع فيه الآخرون مع الاحتفاظ بحقنا في التعبير والمطالبة بالحقوق والإصلاح الحقيقي والذي تكون بدايته اصلاحا" سياسيا" تنتج عنه إدارة قادرة على مواجهة المشكلات والأزمات والمؤامرات.
اصلاح يوجد برلمانا" سياسيا" قويا" يعكس حكومة سياسية لا حكومة موظفين وشلل . حكومة وبرلمان وشعب يقفون مع القائد الذي تُمارس عليه ضغوط حقيقية دولية فهل نعي المطلوب ؟ .