" قلق" و" جن" وأخواتهما في تعريف الأخلاق هي منظومة القيم التي يرى فيها الناس مجلبة للخير وطرداً للشر ، وهي عنوان الشعوب وأساس الحضارة ؛ حثت عليها جميع الأديان السماوية، ونادى بها الأنبياء والرُسل أجمعين.

وتاريخنا العربي والإسلامي حافل بالدعوة لفضائل الأخلاق؛ ففي التنزيل " وإنك لعلى خُلقٍ عظيم".
والأردن البلد العربي الإسلامي الهاشمي الأمين ، كان على الدوام يفخر ويعتز بأخلاق مجتمعه ، دين الدولة فيه الإسلام ، كان المخلصون فيه من أبنائه : مُفكرين ودعاة يتصدون دوما لكل ما يسيء للدين وقيم المجتمع ، ويحرصون على صيانة " أخلاق المجتمع" وتزيينه بالقيم الفضلى والسامية، ويُحاربون أي قيم منبوذة أو دخيلة او مُنافية لكل خُلق حَسن.

ولطالما كنا نُحذر دوما من بوادر لانهيار منظومة قيم الخير والفضيلة في مجتمعنا من مسميات : "عبدة الشيطان" و" المثليين" وغيرها من المسميات الغريبة على مجتمعنا.

وكنا نقول دوما إن المهمات الملقاة على عاتقنا: أسرا؛ ودور عبادة ؛ ومدارس؛ وجامعات؛ ومؤسسات وطنية ؛ هي مهمات جَسيمة في تربية وتنشئة جيل واعٍ مثقف معتز بدينه وتاريخه الحضاري والإنساني وبفضائل أخلاقه.
وكنا ننادي دوما بالتصدي لهذه الأفعال المشينة التي لا يقرها دين أوعرف أو شريعة أوخلق؛ لنفاجأ الآن بإقامة احتفالية ما يسمى ب "قلق" تنظم في عاصمتنا الحبيبة عمان بفجور وبعد عن عاداتنا وتقاليدنا وأخلاق مجتمعنا؛ ومسلسلات هابطة في شهر رمضان وفيلم "الجن" الماجن في البترا الذي يروج للدعارة والمخدرات والانحلال والفن الهابط وغيرها الكثير من الموبقات. نتساءل الآن، كما تساءلنا سابقا ودون إجابة من أي مسؤول : كيف سمح لمثل هذه الحفلات والأفلام الماجنة لتقام في بلادنا الطاهرة

العزيزة، دين الدولة فيها حسب الدستور الاردني الإسلام، والحكم فيها هاشمي؟! أين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم والهيئة الملكية للأفلام والداخلية وسلطة إقليم البترا ومجلس الأمة بشقيه : النواب؛ والأعيان، والإعلام..... وغيرها.

إننا ندعو أن تكون الدولة أكثر شدة في محاسبة كل من يدعم أو يوافق على مثل هذه الأفلام أو الحفلات أو المهرجانات التي تنشر الإباحية والرذيلة ...ونرى أن الأصل أن تضطلع دولة النهضة بمسؤولياتها الأخلاقية..وأن تقوم دولة الإنسان بالحفاظ على ما تبقى من عزة وكرامة الإنسان الأردني، والمحافظة على عرضه وشرفه، وأن تقوم دولة الإنتاج بمحاربة من ينشر الرذيلة في عاصمتنا الحبيبة، والآن في مدينتنا الوردية. ونأمل أن تدرك الحكومة معنى كلمة "كفى" او كلمة "طفح الكيل". فتقوم بمحاسبة هؤلاء بدون رأفة أو شفقة، وأن تنتصر لكرامة الأردني وشرفه وعرضه.
ولقد أسعدنا ما تناقلته وسائل الإعلام بأن عطوفة مدعي عام عمان قد أوعز الى وحدة مكافحة الجرائم الالكترونية في مديرية الأمن العام باتخاذ الاجراءات الفورية اللازمة لوقف بث ونشر مسلسل (جن) وذلك لما يتضمنه من مقاطع إباحية مخالفه للقانون وللأخلاق والآداب العامة.

حمى الله بلدنا الأردن - بلد الخير والعفة والطهارة وفضائل الأخلاق- من كل سوء ومكروه ودخيل في ظل سيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ، حفظه الله ورعاه.