الكرك القديمة بعدت عن العيون فغادرت القلوب
13-06-2019 09:32 AM
عمون – محمد الخوالدة
لم يشفع لها ارثها التاريخي الممتد على مدى يزيد عن ثلاثة الاف عام ، ولم تغني عنها امجادها التي وصفها وارخ لها باكبار باحثون ورحالة تعاقبوا على زيارتها منذ مئات السنين شيئا ، هي حكاية مدينة الكرك القديمة التي ليس لابنائها من سيرتها البهية الان الا ذكرى سنية وغصة ، ، ذكرى اعتزاز بماضي مدينتهم العريق ، وغصة للحالة التي اضحت عليها وهي التي كانت ذات يوم حاضر للدولة الاسلامية فحكمت من خلالها مصر وبلاد الشام وسائرانحاء دولة المماليك , امجاد تجاهلها براي ابناء الكرك صانع القرار لتغادرها الحياة فاضحت مدينتهم في قناعتهم نسيا منسيا .
المدينة الان يقول مواطنون تحكمها الفوضى في كل شيء , في السير والمرور ، تجار وباعة عشوائيون يحتلون الارصفة واطراف الشوارع ، واشياء اخرى معكره يقف عليها ليعاينها المشاهد لا القارىء او السامع.
يقول مواطنون : منذ ان رحلت الدوائر الحكومية ، بل حتى المؤسسات الاهلية عن المدينة لتستقر في مناطق امتدادها الجديدة ، لم تعد تطأها قدم مسؤول محلي او زائر ، فالمسؤولون وكبار الزوار الذين يمكن ان يصنعوا الفارق يقضون مهام زياراتهم في دار المحافظة ، او في الدوائر التي تخصهم وجميعها خارج صحن المدينة , المحكومة الان وفق مواطنيها لمقولة "بعيد عن العين بعيد عن القلب".
وبوصف اخرين من ابناء المدينة فالحياة تغادر مدينتهم مبكرا قبل غياب شمس النهار ، هجرها اهلها الا ماندرممن تشح امكاناتهم ، ففي مناطق الامتداد الجديدة حياة انسب وظروف معيشية ايسر ، الا من عمال وافدين واخرون فقراء مهمشون يبحثون عن سكن اقل كلفة ، اجواء معيشية يقول غيارى على مدينتهم لاتبعث على الامان .
يعتب ابناء الكرك على لسان كثيرين منهم على من علا شانه من رجالات الكرك الحاليين بثرائهم او بالمواقع الرفيعة التي يتقلدونها ، ويتساءلون اين هؤلاء وهم قادرون بمالهم وجاههم ان يقيلوا عثرة مدينتهم انتصارا لتاريخها وارثها الحضاري ووفاء لاسلاف ظلت الكرك ابدا في قلوبهم وضمائرهم وضحوا من اجلها بالروح والمال .
استبشر ابناء المدينة خيرا وقد شهدت مدينتهم مشروعا سياحيا كلف ملايين الدنانير ، وتوقعوا امتثالا لتصريحات مسؤولي الحكومة المعنيين ووعودهم ان تفيض مدينتهم سمنا وعسلا بتشغيل المشروع الذي سينعش الحياة فيها بجعلها محجا لارتال حافلات نقل السواح الاجانب ، امال تبخرت ، انجز المشروع منذ سنوات ، اهمل ولم يتابع ، فالحكومة براي مواطنين اكتفت على مايبدو باتمامه ، تعرض المشروع للعبث ، تلفت اغلب مكوناته والاتي من السنوات بقناعة المواطنين يعني " لاعين رات ولا اذن سمعت عن المشروع شيئا " ، ويتوقع هؤلاء ان امعن صانع القرار في تجاهله لمدينتهم رغم مناشدات مواطنيها المطالبين باحترام ارثها الزاخر بان تزداد المدينة عزلة بكل اسفار فخارها التي تقص جانبا زهيا من تاريخ الوطن الاردني .