دفتري هو عنوان الكتاب الذي تم إشهاره للأستاذ الدكتور سعد حجازي –رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأسبق- في مكتبة مؤسسة عبدالحميد شومان وتشرّفت وثلة من أبناء الوطن بالمشاركة والحضور، هذا الكتاب الذي يحوي شذرات إنشائية "للفتى حجازي" قبل خمس وستين عاماً عندما كان في مدرسة ثانوية إربد وعمره ستة عشر عاماً، وما يحويه الدفتر بين ثناياه يؤشر لحالة وعي فكري وثقافي وسياسي لدى جيل الخمسينيات من القرن المنصرم والتي يفتقدها جيل الشباب في زماننا هذا، واليوم نحن أحوج ما نكون لنتّعظ من الدروس المستفادة مما ورد في دفاتر أيام زمان:
1. "دفتري" نموذج لرتابة الفِكر والحفاظ على المُنتج الفكري الراقي للأجيال القادمة، وإطلاق العنان للإبداع الشبابي الثقافي وإيجابية الثقافة المجتمعية والإنتاجية وأرشفة النتاجات الشبابية والبناء عليها صوب روحية العطاء الفكري.
2. "دفتري" نموذج للمحافظة على سيرة حياة الإنسان الثقافية ونتاجاته الفكرية وأرشفة سلسلة المُلكية الفكرية للناس، ومؤشّر على إلتزام الشباب بالنظام والمواطنة ودرء العبثية والفوضى، ومؤشّر على الذهنية المنفتحة للتعايش مع كل ألوان الطيف، ومؤشّر على البيئة التعليمية والإجتماعية الصحيّة.
3. "دفتري" عنوان عريض لمشروع شبابي توعوي وفكري عاشه شباب الخمسينيّات أسّس لحالة نضوج وتشبيك شبابي لغايات بناء مشروع وحدوي عربي قابل للحياة أساسه اللُحمة الوطنية والحراك السياسي والنماذج الوطنية الصادقة والتربية الوطنية لغايات نهضة الأمة ونفض غبار هزيمتها وإستكانتها صوب التعبئة والوحدة الوطنية والقومية.
4. "دفتري" يؤشّر إلى أن العِلْمَ والتكنولوجيا والإستثمار في القوى البشرية الكفؤة كطاقات فوق الأرض ونبذ كل من العُنجهية والعصبية والتخلّف والجهل والتطرّف والقبليّة وعزف الأوتار وغيرها من السلبيات هو طريقنا صوب الألفية الثالثة لخلاص الأمّة من حالة الهوان التي تمرّ بها.
5. "دفتري" نتاج خط إنتاج إبداعي ثقافي لشاب نهل العلوم الطبية من أوسع أبوابها، وتربّع على أعلى المناصب الأكاديمية والبحثية، وساهم في بناء المجتمع ليعكس ما بداخلة إيجاباً لا سلباً خدمة وتسخيراً لهم لغايات تطبيق مبدأ المواطنة الصالحة على الأرض.
6. "دفتري" يُشكّل حالة تفاعلية ويفتح جروح عدّة للمقارنة بين شباب الأمس وشباب اليوم من حيث الإهتمامات والبيئة وأدوات التكنولوجيا والشخصية ومنظومة القيم والأخلاقيات وحالة الوعي الفكري والسياسي والتمكين والتحصين والجودة وغيرها.
7. مؤلّف "دفتري" مدرسة قيادية وإدارية وإنسانية وإجتماعية وقامة وطنية وأكاديمية ساهمت في بناء جيل الشباب الأردني على مبادىء راسخة كالحرية المسؤولة والإنتاجية وروحية العطاء والتشاركية والثقافة الديمقراطية لتأهيلهم لزمان غير زماننا.
8. مؤلّف "دفتري" مدرسة لا بل جامعة في العطاء والكرم وعِفّة النَفس وقبول الأخر وإدخال السرور على المحرومين وطيبة القلب والبناء، ونموذج يشار له بالبنان في أنسنة العلاقات الإجتماعية بين الناس.
9. مطلوب أصحاب قصص نجاح فاعلة سواء للماضي أو الحاضر لتكون نماذج تُحتذى لشباب المستقبل، ومطلوب نتاجات فكرية وثقافية ليتوارثها الأجيال لترفع سويّة تفكير شبابنا ليؤمنوا بالثوابت والمبادىء أكثر من القشور التي تطغى في أيامنا هذه.
بصراحة: نحن أحوج ما نكون اليوم لغرس قيم أساسية في ذهنية شبابنا تركّز على إعادة بناء منظومتنا الأخلاقية والقيمية والتعليمية والسياسية والفكرية، وتمكين شباب اليوم بمنحهم المهارات المطلوبة جلّ مهم، وما جاء في كتاب "دفتري" يؤطّر كل ذلك، دعواتنا للدكتور سعد حجازي وأمثاله بموفور الصحة والعافية وطول العمر.
صباح الإبداع والتميّز