قراءة استراتيجية في عملية مطار ابها
المحامي محمد الصبيحي
12-06-2019 05:43 PM
سيتوقف المراقبون طويلا أمام عملية قصف قوات الحوثيين لمطار ابها بصاروخ من فئة كروز على اعتبار أن هذه العملية تشكل تطورا خطير في حرب اليمن لا يهدد السعودية وحدها وانما ايضا حركة الطيران المدني في مطارات المنطقة ، ورغم أن الحديث عن مواصفات هذا الصاروخ الإيراني شأن من اختصاص العسكريين إلا أنه لا بد من قراءة المؤشرات الاستراتيجية لهذه العملية .
بداية يمكن القول أن إيران تختبر صواريخها في مواجهة أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية الصنع التي تمتلكها السعودية . وبالتالي ترسل رسالة استراتيجية وتقوم بتطوير وتعديل نوعي للصواريخ حسب النتائج الميدانية .
وثانيا تكشف العملية بالإضافة إلى كثافة استعمال الطائرات المسيرة في الآونة الأخيرة عن فشل استخباري خطير في مراقبة عمليات تهريب السلاح رغم الحصار البحري والجوي المضروب على اليمن من قبل قوات التحالف الأمر الذي يكشف عن عمليه خداع تكتيكي حوثي ايراني بالانهماك بمفاوضات تحت رعاية اممية واشغال التحالف باتفاق ميناء الحديدة في الوقت الذي يعمل الإيرانيون على تهريب أسلحة نوعية وتطوير القدرات القتالية الحوثية التي انتقلت مؤخرا من العمليات الدفاعية الى عمليات الهجوم عبر الحدود البرية والمجال الجوي .
وكشفت العملية عن ثغرات في التنسيق بين قوات التحالف على الأرض سواء في المجال الاستخباري أو العملياتي والسبب في ذلك اختلاف الأهداف الاستراتيجية للحرب بين قوات التحالف وغياب القادة الميدانيين الخبراء في حروب العصابات التي تحتاج إلى قوات خاصة اكثر من حاجتها إلى آليات ثقيلة متحركة ومكشوفة .
إيران بدون شك ترسل رسالة غير مباشرة إلى ما سيكون عليه وضع حركة الملاحة الجوية في المنطقة كاملة اذا ما تم استهداف إيران عسكريا اما من حيث الملاحة البحرية فإنها تقول إن ذراعها قادر على عرقلة الملاحة في باب المندب وبالتالي خنق قناة السويس وان كان لا يجرؤ على المس بالملاحة المتوجهة الى ايلات .
السؤال الذي يطرح نفسه الان هل تريد إيران جر السعودية والإمارات وربما مصر إلى معركة أوسع بهدف إختبار القدرات الحربية لهذه الدول أو اضعافها ، ام تريد استعمال ورقة ضغط تكتيكي من أجل الوصول إلى تسوية في اليمن ؟؟ ومهما كان الهدف فإن رسالة إيران إلى العالم انها أصبحت قوة إقليمية كبيرة ولاعب استراتيجي لا غنى عن الحديث معه من أجل استقرار المنطقة .
ثمة تساؤل كبير عما إذا كانت إسرائيل والولايات المتحدة لم يكونا على علم بعمليات تهريب الأسلحة النوعية إلى اليمن ام أن هدف غض البصر عنها هو دفع دول المنطقة إلى الاعتماد اكثر على القوة العسكرية الأمريكية والدفع باتجاه تحالف أو حلف ناتو شرق اوسطي.