يا لمرارة الخيبة ... أيام ثقال وذكريات ثقيلة ينوء بها القلب بعبء الشقاء ورائحة الجحود الكريهة، روح تفيض حزناً وألماً، نفسٌ تطفح بكاءً، سنوات أضعناها عبثاً، مشاعر أُهدرت وعطاءات أُزلفت لأناس خطأ كان من الخطأ أن أجد نفسي معهم الى هذا الحدّ، بيئة شريرة لديها مشكلة لكلّ حلّ أسلمني الزمان اليها، بيئة سيئة المنطق شيمتها الغدرُ. وفَيتُ وفي بعض الوفاء مذلةٌ، وأردّدّ في نفسي على الدوام: ليس عليَّ جناح أن أكون ذا نفس طيبة نبيلة، فنفس الحرّ تجتنب المخازي ويحميه عن الغدر الوفاء،

نكران الجميل يا صاح! هو كل تصرف يَجُبُّ ما قبله من مواقف طيبة وتصرفات نبيلة، وهو الجحود لمعروف الغير، ولا ينكر المعروف إلا جاحد عديم التربية والأخلاق لا يردعه دين أو خلق سرعان ما يتناسى العلاقات والمواقف الطيبة ويضرب بها عرض الحائط !

وجحدوا بها واستيقنتها أنفسُهم ظلماً وعلوّاً، خذلان بلا حدود يلُفّ حياتي وجحود بالجملة لا يغتفر! أي أقنعة كانت على عينيَّ يوم شددتُ رحالي نحو هذا المجهول لألتقي بأناس مشوّهين على هيئة بشر المعروف عندهم ضائع لا يقرّون معروفاً ولا يعترفون بفضل، ما وجدوا ذلك بأنفسهم إلا لمهانة يجدونها في قلوبهم!

نكران الجميل هو أصل الوضاعة يا صاح، وأشد مضاضة على المرء من وقع السّهام المهنّد، تماماً كظلم ذوي القربى! أن تفتح لهم نوافذ قلبك وبوابات أحلامك وتطعمهم حبيبات صدقك وتمنحهم ثقتك بلا حدود .. ثم تستيقظ على نيران الجحود التي أشعلوها في أرجاء حياتك .. وخلفوك كالبيت الخرب؟؟ أنا لا أطالبكم بردّ الجميل أيها الغادرون ولكن ليكن أحدكم أرقى من أن ينكره!! حقاً ان أسوأ الناس خُلقاً مَن إذا غضب منك أنكر فضلك وأفشى سرّك ونسي عشرتك وقال فيك ما ليس فيك!

أرغب في رحيل صامت أقدمه لنفسي كي أختصر مسافات الألم والإحباط، فالزمان لم يعد زماني والمكان ليس مكاني والأشياء من حولي لم تعد تشبهني ولقد بذلت ما في وسعي كي لا أرحل، أريد مكاناً، الناس فيه ليس لهم سِوى وجهٌ واحد، ويد بيضاء من غير سوء، ولم تُصنع في عالمهم الأقنعة بعد، أناس لا يكذِبون ولا يُجِيدونَ التظاهر حتى مع أنفُسِهِمْ! لهم قلوب بيضاء يبتسِمُون دائما لا يغلّون ولا يغدرون ولا يتحاسدون ولا يتناجشون ولا ينكرون معروفاً ولا يجحدون جميلاً، أناس تشكّلوا بالجمال، اُناسٌ أنقياء ليسوا أشقياء كتلك الجوقة، جوقة الغدر والجحود التي لا تقتنع بمنطق ولا تستوعب كلاماً ولا ينفع معها علم ولا حلم!

حسبُنا الله، سيؤتينا الله من فضله إنّا إلى ربنا راغبون....

سلاماً على الذين إن خاننا التعبيــــر لم يخنهم الفهم،