تعودنا بين الحين والآخر ان يكون هناك تقارير اعلامية تأتينا من قارات بعيدة وقريبة تتحدث عن الاردن ومشكلاته، وتقدم التحليلات عن وضع الدولة الاردنية المستقبلي وعن واقع مؤسسة الحكم، وهذه التقارير بغض النظر عن الجهات المقدمة للمعلومات وأمور أخرى فهي في نهاية الأمر عمل سياسي موجه.
العالم اليوم ليس فيه الكثير من الأسرار، وواقع كل الدول الصغيرة والكبيرة معلوم للجميع، فلا تستطيع دولة ان تدعي أنها جنة الله على الأرض بينما أمورها عكس ذلك، وفي زمن التواصل الاجتماعي والاعلام يكون الحديث عن واقع اي دولة مبالغ فيه أحيانا او يتم بشكل غير موضوعي، لكن هكذا هو العالم اليوم.
والأردن دوله في إقليم لا يعرف الاستقرار بحكم الأزمات الكبرى والحروب وإسرائيل والإرهاب والفقر ،ونحن بلد نفتخر أننا تمكنا بفضل الله تعالى ثم يحكمه ووعي الأردنيين وقيادتهم من تجاوز الأثمان الباهظه لواقعنا الداخلي والخارجي ولضيق ذات اليد والضغوطات والمؤامرات ومراهقه بعضنا وامتداداته ،لكن ليس هناك مرحله عاشها الاردن كانت ليست قلقه أو خاليه من الضغوطات والمشكلات ،وليس هناك أردني أيا كان موقعه مع الدوله او معارضا الحكومات يدعي أننا بلد بلا مشكلات ،لكن القوه الاردنيه هي في القدره على تجاوز الأزمات والمراحل القلقه .
اليوم يعيش الاردن والاردنييون مرحله صعبه استمرارا لسنوات قلقه في مواجهه الارهاب والحروب حولنا واللجوء إلى أرضنا ومديونيه تضاعفت ومساعدات جفت وضغوطات من هنا وهناك ،وفوق هذا حرب سياسيه بارده من قبل العدو الصهيوني وبخاصه في ملف القدس ومقدساتها ، ويعيش الأردنييون والدولة الاردنيه وضعا اقتصاديا صعبا جدا يجبر المواطن على تحمل أعباء كبرى في معيشته ويجبر الدوله ان تقف عاجزه عن تخفيف المعاناه رغم بحثها عن حلول .
وهذا الأمر لايخفيه الاردن او يحاول تجميله ،فأينما ذهب الملك ومع من جلس من الأردنيين تحدث في المشكله الاقتصاديه ، وهناك أيضا ضغوط سياسيه كلنا نعلمها ونتحدث بها واولنا الملك تتعلق بمواقف الدوله تجاه فلسطين وهويه الأردن ومستقبله ،لكن هذه الضغوط في نظر الأردنيين مصدر فخر لأن الأردنيين وقيادتهم بك يقدموا ثمنا من شرفهم وتاريخهم وسمعه الاردن وأهله ،وحتى بعدما تراجع الحديث عن صفقه القرن اليوم نسمع من بعض العرب محاوله لمواقف رافضه لم تظهر إلا بعد ان تراجعت فرص الصفقه ولو مؤقتا .
ليس مرعبا للأردن ان يكون هناك تقارير عن وضعه ومشكلاته ،فنحن نتحدث عما نعاني ،وما يجري بين الدوله والناس ليس سريا بين يراه الجميع على الهواء ،لكن المشكله لدى من يكتبون هو فيمن يقدمون لهم الاستنتاجات التي من يراها يشعر ان الاردن قد تلاشى وانهار ،فالمشكله في هؤلاء أنهم يعملون أعينهم عن ان الاقليم كله غارق في الحروب والقلق والطائفية من العراق الى سوريا واليمن وازمه الخليج والسودان والجزائر ومصر ولبنان ،وأن ما نعانيه من ازمه اقتصاديه تترك آثارا سياسيه لكن الأردنيين الذين يحملون عبء هذه الازمه ويعانون هم الأردنييون الذين تجاوزوا خلال العقد الأخير فقط أزمات الربيع العربي وحرب سوريا وإرهاب التطرف القادم من العراق وسوريا وتبعات كل هذا اقتصاديا وامنيا ،تجاوزناها بمعاناه وشهداء ،وحتى الازمه الحاليه نعاني منها في حياتنا اليوميه ومستقبل أولادنا لكن دون أن يكون الثمن كما يستنتج البعض أو كما يحب البعض على حساب البلد واستقرارها وبناءها السياسي .