ما هو موقف الاردن من تقرير غولدستون?
فهد الخيطان
06-10-2009 03:54 AM
** أيّد الطلب الفلسطيني بتأجيل التصويت وعباس يحتمي بالغطاء العربي للتنصل من الفضيحة
وسط الجدل العنيف حول تأجيل التصويت على تقرير غولدستون بشأن العدوان الاسرائيلي على غزة والتنديد بموقف السلطة الفلسطينية منه في مجلس حقوق الانسان التابع لمنظمة الامم المتحدة برز سؤال حول موقف الاردن من بملابساتا التأجيل. واكتسب هذا السؤال اهمية خاصة بعد تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في صنعاء قبل يومين التي القى فيها بمسؤولية التأجيل على الدول العربية في محاولة للتخفيف من حدة الانتقادات التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية جراء ما وصف بالموقف المتخاذل والتنصل من الفضيحة. عباس وللتذكير قال: بان طلب التأجيل لم يأت من منظمة التحرير لانها ليست عضوا في الامم المتحدةا. واضاف: ان الطلب تم بموافقة وعلم الدول العربية. وشدد ان بالذي قدم الطلب هي الدول العربية والذي قرر التأجيل هي الدول العظمى وبموافقة الاطراف العربية والاسلامية والافريقيةا.
وقد اشارت تقارير اعلامية في حينه الى الاردن بالاسم بأنه كان من بين الدول العربية التي ساندت طلب تأجيل التصويت.
الرواية الاردنية الرسمية لا تلتقي تماما مع تصريحات عباس وان كانت لا تختلف في النتائج.
طلب تأجيل التصويت لم يأت من جانب الاردن او المجموعة العربية والاسلامية, انما من الجانب الفلسطيني. فقد دعا المندوب الفلسطيني نظراءه العرب الى اجتماع وطلب منهم التصويت على تأجيل إقرار التقرير الى الدورة المقبلة للمجلس في آذار المقبل.
الاردن ومعظم الدول العربية والاسلامية وافقت على الطلب الفلسطيني باعتباره الطرف المعني في التقرير بالدرجة الاولى وتبين في وقت لاحق ان قرار السلطة الفلسطينية جاء استجابة لضغوط امريكية واسرائيلية وبأن اطرافا عربية لم تكن بعيدة عن هذه الضغوط وشاركت في حملة الاتصالات التي قادتها الخارجية الامريكية لحمل السلطة على هذه الفعلة النكراء.
يَصعُب على الدول العربية والاردن ان تزاود على موقف السلطة الفلسطينية لانها مهما فعلت فانها لن تكون اكثر حرصا من بالسلطةا على دم الفلسطينيين.
لكن السلطة وللأسف فرطت في حق الشعب الفلسطيني ودماء شهدائه وجرحاه بغطاء عربي وإسلامي, وتحولت القضية برمتها الى فضيحة وعار تلاحق سلطة عباس وحكومة فياض التي لعبت دور السمسار خلف الكواليس.
دول عربية عديدة سارعت الى اعلان مواقف معارضة لتأجيل التصويت حتى لا تطالها الاتهامات وغضب الشارع العربي ومنظمات حقوق الانسان الدولية كما نددت الجامعة العربية بما حدث في جنيف واستهجنت اقدام السلطة والدول العربية على التأجيل من دون التشاور معها.
الاردن التزم الصمت ولم يصدر اي توضيح حول الموقف الرسمي من طلب تأجيل التصويت.
بصرف النظر عن التزام الاردن بالإجماع العربي المؤيد لاقتراح الفلسطينيين بالتأجيل. ينبغي عليه الآن وبعد ان اتسع نطاق الفضيحة ان يعلن موقفا واضحا وصريحا إزاء ما جرى في جنيف, وهل كان يعتقد بالفعل ان طلب التأجيل كان صائبا أم قرارا مستعجلا أضر بسمعة العرب جميعا0.
fahed.khitan@alarabalyawm.net