والدتي ترفع شعاراً غريباً: خبز وماء والهيبة ..

وأتذكر هنا الإشارات الضوئية والحب وخلية النحل التي تعج بالرجال والنساء والاطفال، الذين يشبهوننا وبينا ( خبز ومي وعلكة وأشياء اخرى كانت جميلة ..)، واعترف انني اكره الاشارات الحمراء والليالي الحمراء والخطوط الحمراء..حتى بت خصما للفرق التي ترتدي السراول او القصمان الحمراء في الرياضة..

أذكر؛ كم كان جميلاً "حبل غسيل الجيران"، الذي يحمل الوانا واحلاما واحجاما وصغيرة تصلح بعد إحالتها على التقاعد لاشياء اخرى جميلة وان المرور او مشاهدته لم تشكل خرقا للنظام العام في الحي او جريمة "الجيرة"..!

المهم ؛ في السابق، الاشارات الضوئية، خلية نحل، ربما تشهد نسخاً من ( الفالنتاين) وقد تحمل ابحاثاً على ذاك القديس، ذات طابع وتطلع نقدي حاد، يصل حد التحريم وإقامة حدود الله، ولكن بعد كل معركة من هذا النوع نذهب إلى النوم ...!!

نتجاوز او نقف على الخطوط الحمر ولكن - لا نمارس الرذيلة –، لان الاشارات نحن من زرعها .. ونحن من اختار مكانها .. ومدتها الزمنية.. ونحن من شرعها ونظمها، لأجل المحافظة على النظام ..؛ كثيراً ما نتجاوز الإشارة او الخط الاحمر ..ولا تتجاوز العقوبة المال او النصيحة او التوبيخ للحفاظ على المكتسبات والارواح ..

زمن – الباص السريع – لا إشارات ولا خطوط حمراء ولكن المخططات، معلبة وجاهزة ومستوردة ولا وجود للمستقيم في دراساتها البحثية .. وما ان يغادر شرطي المرور المكان .. صراخ و "زوامير" و شتائم وعرق وغبار وجوه صفراء وروائح كريهة .. انها الفوضى وانه تحدٍ للنظام وأقصد هنا نظام السير المعمول به !!!

مني إلى أمي ورفيقتي، ومعلمتي : وهل بعد أن "كل هذا " وما زلت تتحدثين عن "الهيبة"حتى صار مسلسلاً، والماء والخبز والحب حتى رجعنا إلى "الحب في زمن الكوليرا"!! – وبالمناسبة إلى روح صاحبها السلام.