facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الحس الوطني .. إرث منسي


د. باسمة السمعان
10-06-2019 06:42 PM

في احدى جلساتنا العائلية التي استغلها في الحديث مع والدي واستذكار الماضي بحلوه ومره ، وكيف ان سبب رجوعه من بلاد الإغتراب هو حسه الوطني وواجبه تجاه بلده ، حيث كان شباب زمانه يحرصون على خدمة بلادهم وتنمية مجتمعاتهم وغيرتهم على الاوطان وحسهم الكبير بالمسؤولية ، فسألت والدي ما الذي تغيرفي هذا الزمان ؟ وكيف وصلنا الي ان يصبح الحس الوطني عملة نادرة في زمننا الحاضر ؟ اجابني وفي عينيه نظرة وكانه يشفق على جيلنا الحالي فقال: يا ابنتي ، الحس الوطني ، هو شعور فطري ، شعور الشخص الواعي بالواجب تجاه وطنه ، والمسئولية عن امنه واستقراره ، هذا الشعور يكبر ويتطور مع تقدم الانسان بالعمر ، فهو قابل للتغيير ، فإما بالاتجاه الايجابي من خلال التوجيه والتربية ، او الاتجاه السلبي فيضعف ويختفي ، وذلك بسبب تغلب الشعور بالأنا وتغلب المصالح الأنانية ضيقة الأفق ، فمثلا يتفاعل حسي الوطني بترشيد الاستهلاك والاسراف غير المبرر في الماء او الكهرباء ، او الحفاظ على نظافة الحي والرصيف والشارع ، واماكن التنزه ، يتمثل حسي الوطني في الحفاظ على أمن بلدي واستقراره الاقتصادي في الاجتهاد بالعمل ورفع الانتاجية وعدم السماح لزرع بذار الفتنة والتطرف وإقصاء الآخر كونه مختلفا عرقا او دينا ، العيش معا على اختلافنا بمحبة وسلام ووئام ، الحرص على المال العام وان لا نسمح بخيانة الوطن طمعا بالمال ، او الزهو بالسلطة يا ابنتي ، الغرب كيف اضعفونا ؟ من خلال قتل هذا الحس الذي كان يميزنا واستبداله بطاقات سلبية تدعوننا للاستسلام والتنكر لإمكانية تقدمنا وزرع بذار الخوف والشك وعدم الثقة بمستقبل مشرق آمن مستقر ، فيا ابنتي اتمنى ان تستيقظوا وتعوا هذه الحقيقة وهذا الخطر الكامن المتربص بنا ۔

هنا وقفت حائرة بماذا أجيب والدي وادافع عن جيلنا ؟

سألته ، كيف يمكن ان نقوي شعور الانتماء ونعزز الحس الوطني لدي شبابنا ونعالج ضعفه ؟ فاجابني بكل عفوية وصراحة يا ابنتي الحس الوطني حاسة فطرية موجودة لدى الانسان منذ لحظة ولادته ، تتعزز وتكبر من خلال التربية الأسرية والمجتمعية والمدرسية التي تلعب دورا هاما بهذا المضمار ، فتنميها وتقوي الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن والامة ۔

ونحن في بلدنا الاردن مرت علينا حروب وأزمات كادت أن تهلكنا لكن ، لولا قيادتنا الحكيمة منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول ، والمغفور له الملك الحسين بن طلال الى الملك عبدالله الثاني المعظم ،كانوا ومازالوا شعاع الإلهام الذي غذى المشاعر الوطنية وزادها اتقادا وتفاعلا ، فنجاح الشعوب يكمن في الالتفاف حول قيادتها والوقوف معها في التصدي لكل المحاولات الغاشمة في النيل منه ، هنا تكمن قوتنا في وحدتنا ورؤيتنا المشتركة للخير العام ۔

صدقت يا والدي ، فقد ربيتنا وزرعت فينا منذ نعومة اظفارنا هذا الشعور وقويته وعززته فكبرنا ونحن نؤمن به وبأهميته ، باركك الله يا والدي وامدك بالصحة والعافية وللوطن كل الحب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :