الحس الوطني .. إرث منسيد. باسمة السمعان
10-06-2019 06:42 PM
في احدى جلساتنا العائلية التي استغلها في الحديث مع والدي واستذكار الماضي بحلوه ومره ، وكيف ان سبب رجوعه من بلاد الإغتراب هو حسه الوطني وواجبه تجاه بلده ، حيث كان شباب زمانه يحرصون على خدمة بلادهم وتنمية مجتمعاتهم وغيرتهم على الاوطان وحسهم الكبير بالمسؤولية ، فسألت والدي ما الذي تغيرفي هذا الزمان ؟ وكيف وصلنا الي ان يصبح الحس الوطني عملة نادرة في زمننا الحاضر ؟ اجابني وفي عينيه نظرة وكانه يشفق على جيلنا الحالي فقال: يا ابنتي ، الحس الوطني ، هو شعور فطري ، شعور الشخص الواعي بالواجب تجاه وطنه ، والمسئولية عن امنه واستقراره ، هذا الشعور يكبر ويتطور مع تقدم الانسان بالعمر ، فهو قابل للتغيير ، فإما بالاتجاه الايجابي من خلال التوجيه والتربية ، او الاتجاه السلبي فيضعف ويختفي ، وذلك بسبب تغلب الشعور بالأنا وتغلب المصالح الأنانية ضيقة الأفق ، فمثلا يتفاعل حسي الوطني بترشيد الاستهلاك والاسراف غير المبرر في الماء او الكهرباء ، او الحفاظ على نظافة الحي والرصيف والشارع ، واماكن التنزه ، يتمثل حسي الوطني في الحفاظ على أمن بلدي واستقراره الاقتصادي في الاجتهاد بالعمل ورفع الانتاجية وعدم السماح لزرع بذار الفتنة والتطرف وإقصاء الآخر كونه مختلفا عرقا او دينا ، العيش معا على اختلافنا بمحبة وسلام ووئام ، الحرص على المال العام وان لا نسمح بخيانة الوطن طمعا بالمال ، او الزهو بالسلطة يا ابنتي ، الغرب كيف اضعفونا ؟ من خلال قتل هذا الحس الذي كان يميزنا واستبداله بطاقات سلبية تدعوننا للاستسلام والتنكر لإمكانية تقدمنا وزرع بذار الخوف والشك وعدم الثقة بمستقبل مشرق آمن مستقر ، فيا ابنتي اتمنى ان تستيقظوا وتعوا هذه الحقيقة وهذا الخطر الكامن المتربص بنا ۔ |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة