الملك وحل الدولتين .. رؤية متجددة للامريكان
د. عدنان سعد الزعبي
10-06-2019 03:25 PM
من الواضح جدا أن صناع القرار في الولايات المتحدة من اعضاء الكونغرس الامريكي ومن اصحاب العيار الثقيل امثال بيرني ساندرز مرشح الرئاسة الاميركي ، وإليزابيث وارين المرشحة ايضا لنفس المنصب، وما يزيد عن 130 عضوا ، وجدوا انفسهم في مواجهة حقيقية لهذا الواقع المخجل لأمريكيا امام المجتمع الدولي والأمم المتحدة ,والاصدقاء الاروبيين والحلفاء العرب وغير العرب ممن تربط امريكيا معهم بمصالح استراتيجية طويلة الامد ، جنبا الى جنب شعور اعضاء كثر , بضياع مشروع دولة اسرائيل الديمقراطية الكبرى في المنطقة الذي تخطط له اسرائيل بدعم امريكي عبر عشرات السنين . فتركيز مشروع النواب والاعيان بقراري 234 و326 اظهر وجود التناقضات الكبيرة في ادارة ملف السياسة الخارجية الأمريكية والازمات التي ادخلتها ادارة ترامب في الاستراتيجية الامريكية الخارجية , فمن بعد العزلة الدولية لامريكيا بعد قرار نقل السفارة , وإشارات مشروع صفقة القرن احادي الجانب التي تريد تقويض العملية السلمية التي وضعت امريكيا لها خارطة طريق منذ عهد كلنتون ، وسياسة التخبط في التعامل مع الملف الايراني ,وتجاهل الاتحاد الاروبي الحليف الاكبر لامريكيا والرعونه في التعامل مع ملف كوريا الشمالية , ومحاولات السيطره على القرار الصيني وسياسات التنمية الاقتصادية , وخاصة الالكتروني منها , وما سيتعرض فيه العالم الى هزات صعبه تفوق ما حصل بالشرق الاوسط , كل ذلك اظهر خيبة لامل لدى صناع القرار الامريكي وتخوفهم من مستوى العلاقات المستقبلية مع الاصدقاء والاحلاف وبنفس الوقت لاستراتيجية الامركيوة في سياستها الخارجية .
حل الدولتين الذي كان محور مشروع اعضاء الكونغرس في بداية ايار الماضي واعضاء مجلس الشيوخ يعكس الشعور «بأن حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو وحده القادر على ضمان تحقيق الطموحات المشروعة لدولة فلسطينية , وبنفس الوقت بقاء إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية آمنة »حسب ما يراه طارحو المشروع . والذين اكدوا ايضا على أن «أي مقترحات أمريكية لا تؤيد صراحة حل الدولتين ستضع على الأرجح نهاية سليمة للصراع ». وهذا بدوره اعتراف صريح بما طرحه الملك في كل المحافل الدولية حول حل الدولتين وما قده العرب في مبادرة بيروت 2002 ، وراحت اسرائيل تماطل وتساوف لتقويض هذا المسار . فالقادة الامريكان ادركوا الان ان ما تم التوافق عليه سابقا , هو الطريق هو الامثل لتسوية الصراع , وأن اي طرح أخر مصيره الفشل . لقد تعود الحزبان الامريكيان الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس ان تطلب منهم الادارات الامريكية المتلاحقة مقترحات حول المفاوضات من أجل حل الدولتين، ضمن إطار المعايير التي طرحها الرئيس بيل كلينتون في كانون الاول 2000 ، وخريطة الطريق التي اقترحها الرئيس جورج بوش في نيسان 2003 ، والمبادئ التي وضعها الرئيس باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري في كانون الاول2010، والتي اكدت جميعها على أن توسيع المستوطنات ، وأن الضم أحادي الجانب للأراضي الفلسطينية، يعتبرا عائقين أمام السلام
المشروع الامريكي المطروح امام الونغرس يؤكد مرات ومرات التزام الولايات المتحدة مساعدة إسرائيل على مواجهة التحديات العديدة التي تواجهها، بما في ذلك تهديدات المنظمات الإرهابية المناهضة لإسرائيل ، وعدم الاستقرار الإقليمي ، والعنف المروع في الدول المجاورة ، والأنظمة المعادية التي تدعو إلى تدميرها ,فمثل هذه المشاريع لن تخرج عن النظرة الاوسع والاكثر استراتيجية لمستقبل اسرائيل .
ان فلسفة المشروع القائم على ترسيخ مبدأ حل الدولتين يقوم على :- ضمان بقاء دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية آمنة،وتحقيق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة خاصة به. اعادة دور الوسيط النزيه للولايات المتحدة بعد فقدانها المصداقية بسبب الانحياز السافر، والتنسيق مع الشركاء في المنطقة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على اساس حل الدولتين . وحسب المقترحات الامريكية السابقة .