"إنَّ ما يرفع معنويّاتي أنتم ، الجيل الجديد ، ودوركم في خدمة المجتمع الوطني " ، كانت هذه الكلمات ، للملك عبد الله الثاني المعظّم ، يوجّهها للشباب ، أو بمعنى أصحّ ، يوجّهها لنا ، نحن الجيل الذي فتح عينيه على ملكٍ شاب ، يمتلك المقدرة المُثلى لفهم احتياجاتنا ومتطلبات نجاحنا والارتقاء بهذا الوطن العزيز ، الشباب الذي قارب على العشرين من عمره ، أمضى عمره وهو ينظر بلهفةٍ إلى أفكار ملكه التي تدعمه وتطوّر قدراته العلمية والعملية .
في الثالث عشر من أيّار الماضي ، التقى الملك بجموعةٍ من الشباب على بلاط قصر الحُسينية ، مُعلناً أهميّة دور الشباب في تطوير جميع القاطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، مؤكداً على أن صوت الشباب مسموع لدى الجميع ، مُعبّراً على ضرورة مشاركة الشباب في الحياة السياسية ، واعتبرهم جلالته - أقصد الشباب - ، الأرض اليانعة ، الصالحة لزراعة أمجادٍ من الفخر والتطور والتغلب على الصراعات .
مبادرات وجوائز لا حصر لها ، وضعها الملك الذي يرى الشباب بقلبه لا بعينه ، أساس النهضة ، تهدف إلى تنمية حِسِّ المنافسة لدينا ، وتطوير مواهبنا سواء أكانت عقلية أو حتّى جسدية ، كالجوائز في مجال الأدب واللياقة البدنية ، وانطلاقاً من هذه الجوائز ، كان لابد من تطوير التعليم وأساليبه ، وتقديم صورة أفضل للمعلمين والأساتذة ، من خلال حوسبة التعليم ، وتقديم برامج لتأهيل المعلّمين .
وعلى خُطى والده يسير ، افتتح وليُّ العهد ، الأمير الحسين من عبد الله الثاني ، جامعة الحُسين التقنية ، لتكون صرحاً تعليميا افتُتِحَ من قِبلِ الأمير الشاب ، يُهديه للشباب الذي يطمحُ لأعلى مراتب العلوم والهندسة ، فمن خلال تلك الجامعة ، نقرأ نصّاً مهمّاً ، فحواهُ أن الشباب يمتلكُ ممثلاً خاصّا فيه ، على علمٍ دقيق باهتمامات الشباب كونهُ شابّا منهم وإليهم ، يطُمئننا على أنفسنا وأننا بين يدي شابٍ مثلنا .
" الشباب سرُّ النهضة " كما جاء في نصِّ الورقة النقاشيّة السابعة ، " والتعليم أساس التطور " ، فعلينا أن ندرك ، أنَّ التعليم وتطويره هو دعمٌ للشباب وتقدّمه ، فالتعليم والشباب وجهانِ لعملةٍ واحدة ، نحن سرُّ النهضة يا سيّدي ، جئناك خِماصاً للعلوم والتطور والتقدم ، وأعدتنا بِطاناً محمولين بين عينيك ، عشرون عاما أعمارنا ، رأينا الحياة من خلالك ، نسير بالوطن إلى العِزّة والمجد .