على ابواب امتحان " التوجيهي"
فيصل تايه
08-06-2019 11:12 PM
تبدأ الثلاثاء القادم جولة امتحان شهادة الدراسة الثانويه العامة ذات الفصل الدراسي الواحد ، حيث يجب ان نستغل طاقاتنا الايجابية ونزرع رسالة محصنة بالذكاء العاطفي لكافة اولياء الامور نطمئنهم من خلالها على فلذات اكبادهم ، ويكون مضمونها الكلمة الطيبة في أرض عطشى لنسقيها بحب و اهتمام في انتظار ما ستنبت من شجرة وارفة الظلال يستظل بها السائرون الى الامتحان من طلباتنا الاعزاء ، هذا ما يحتاجه الاب والام والاخ والاخت والطالب نفسه ، لتكون كشربة ماء زلال بارد في أجواء الصيف المنهكة ، تجعل قلوبهم تنتشي راحة وهداة بال وثقة بان القادم جميل .
لقد تعودنا كل عام أن نعيش حالة طوارئ وجوٍ من التوتر الذي يرافق موسم امتحانات " التوجيهي " ولكن هذه المرة سنعيش في أجواء امتحان يعقد للمرة الأولى بنظام امتحاني سنوي ، وهذا يتطلب مزيداً من الرعاية النفسية التي يفترض توفيرها لأبنائنا الطلبة ليتم تجاوزها في هذه المرحلة بكل ما تحمله من ضغوطات نفسية ودراسية ، وكذلك ضرورة أن نزرع فيهم مزيداً من التفاؤل بالمستقبل في ديمومة الحياة المعاصرة ، فالمنهجية التقليدية التي فرضت عليهم لا تأخذ الا جزءً قليلاُ من التحولات الاجتماعية ، وايضاً فأن طبيعة تقييم المواد الدراسية وآلياتها المتبعة ما زال يسير باتجاه تقليدي مكرور ، لذلك يجب ان تأخذ بمنطق حسابات التفكير الأدائية لتراعي الجوانب المهارية البلومية ، أو مهارات التفكير الناقد أو الإبداعي أو الاستدلالي والتي أصبحت بحكم التغيرات التربوية الحديثة مطلباً يفرض نفسه في ظل الثورة المعلوماتية والتكنولوجية ، فلم يعد وللاسف في تفكير ابنائنا الطلبه إلا حسابات المستقبل الدراماتيكي المجهول الذي تعتمد توقعاتهم فيه على معدلاتهم التراكمية في الثانوية العامة ، وكذلك مقدرتهم على الحفظ والتذكر سائرين بذلك نحو المرغوب أو آلا مرغوب الذي يُفرض عليهم بمنطق التنافسية العادلة في الجامعات ، والتي توجه مصير ابنائنا نحو مزيد من البطالة الهيكلية المقنعة ، بعيداً عن تلبية حاجاتهم وطموحهم ورغباتهم ، فالعصف التساؤلي هو الذي يعبد الطريق نحو هذا المنطق المستشري .
إننا نفخر أننا نمتلك كوادر عتيدة وكفاءات تربوية عاليه المستوى من الأساتذة الأفاضل في وزارة التربية والتعليم والكليات والجامعات يملكون رؤى تربوية تطويريه يمكن أن تنهض بنظم التقييم التربوية القائمة في نظامنا التربوي إلى أفضل المستويات ، خاصة ونحن نسعى باستمرار الى تحديث النظم المتبعة في الثانوية االعامه ليواكب خصائص المجتمع الأردني المتغيرة والمتطورة مع تغير وتطور المجتمعات دون أن يكون ذلك مستوردا او منقولا ، فمن الضرورة بمكان انتهاج الطريقة الجذرية في التغيير ، وللحقيقة أن ظهور أي خلل لا يستدعي أكثر من التحسين والتطوير في الأسلوب القائم أو في وعي المجتمع التربوي ، فالتغيير الجذري مطلوب في فترات متباعدة ، أما التحسين والتطوير فهما مطلوبان بشكل مستمر ودائم ، وفي فترات قصيرة متلاحقة ومتعاقبه.
إننا ونحن نعيش زمن الاقتصاد القائم على المعرفة ، لا بد أن ننظر إلى جهد القائمين على العملية التعليمية التعلمية في التركيز على العمل التعليمي التعلمي الصفي وإتقانه وتجويده بالطرق العلمية الحديثه ، بعد تحديد المعايير التي تكفل ذلك وتحديثها باستمرار وفق المتغيرات ، بغض النظر عن اسس التقويم ومعدلات الترفيع التي سترتفع كنتيجة منطقية للجودة التعليمية العالية ، ما يتطلب عمل تقييم شامل للعملية التعليمية ومراجعة عامة وشاملة خاصة فيما يتعلق بتحديد المناهج الدراسية و بيداغوجيا التعليم ، أو أدوات التقييم التقليدية المنتهجة ، مع تقصي المناهج الخفية المكتوبة ( مناهج الظل ) التي تعتمدها بعض الجهات التربوية غير الرسمية من مدارس ومراكز ثقافية ربحية خاصة وغيرها كبدائل قوية للمناهج الرسمية .
ان شهادة الدراسة الثانوية العامه تمثل معيار النظام التعليمي الوطني وحصيلته ، فذلك يعكس تطلعات وطموحات المجتمع الأردني بالأكمل ويحقق آماله وأهدافه التربوية المنشودة ، وهو نتاج عمليات تربوية مستمرة تبدأ بالمرحلة الأساسية وصولاً للمرحلة الثانوية ، تتم بتعاون الجميع لتسهم في تشكيل هذا النتاج وبذل الكثير من الجهود في تكوين الفرد المتعلم والذي هو هدف من الأهداف العليا التي نطمح لها ، ذلك من الضروري ان تكون عملية تقويم الطالب في نهاية المرحلة الثانوية موضوعية ودقيقة وصادقة وتخضع لأسس ومعايير تربوية سليمة ، وبناء عليه فإن امتحانات الثانوية العامة هي امتحانات تحكمها الخطوط العريضه الموضوعة والأهداف التربوية المأموله إضافة إلى معايير عمليات التقويم والقياس التي تنص على الشمولية في الاسئلة وتنوعها وتوافقها مع مستويات التفكير العقلية عند بناء التقييم لتميز الطلاب بعدالة وأحقية الطالب المتفوق للتميز الذي يرسم لنا صورة مشرقة للنظام التعليمي الاردني .
وأخيرا نتمنى لفلذات اكبادنا وأفراد هذا التكوين لمجتمعنا الفتي كل التوفيق والنجاح " والله لا يضيعلهم تعب "
فقلوبنا معهم دائما .. والله الموفق