هل تُخرج الحكومة زكاة أعمالها؟
د. عادل محمد القطاونة
05-06-2019 02:16 AM
لطالما أشار مفهوم الزكاةِ الى البركةِ والنماء، والبعد عن الشبهةِ والرياء؛ الى الطهارةِ والصلاح وترك الإساءةِ والاجتراح؛ وإن كانت الحكمةُ الإلهيةُ من مشروعية الزكاة تصبو الى طهارةِ المال والأعمال، تعميمِ المشاركةِ والبُعد عن المُقاهرة، تأكيد التكافل الاجتماعي وتحقيق التكامل الوطني، فان الادارة الحكومية مدعوة اليوم لإخراج زكاة أعمالها، فبعض القرارات الحكومية والشخصية كانت اغتيالاً للوطن وبعضها كان امتهاناً للمواطن!
بعيداً عن المفاهيم اللغويةِ والدلالات الدينية، يتساءلُ البعض على وجوب اخراجِ الزكاة عن الأعمال والأفعال؟ عن الأقوال والأمثال؟ وهل قدمت الحكومات المتعاقبة زكاة لقاء أعمالها وأخطاءها؟ وعن وعودها وجحودها؟ أم ان الاخطاء الحكومية لا تستوجب الاستغفار؛ وان على المواطن تقبل التكرار في هذا المضمار!!
ان أساس العباداتِ وجوهر المعاملات يكمن في المصداقية والشفافية، الموضوعية والشمولية، العدالةِ والنزاهه؛ ومن باب القياس الايجابي فلقد كان للحكومات المتعاقبةِ انجازات ميدانية وأخطاء تقديرية، فتزايد اعداد الوزراء والفقراء؛ وتناقص العمل والأمل! ارتفعت نسبُ المديونية والسلبية، وانخفضت نسب المعنويةِ والايجابية؛ ومابين تداخل في نسب التهرب الضريبي والاعفاء القانوني، معدل الناتج المحلي الاجمالي ومعدل الفقر الاساسي! يتساءل البعضُ عن آليات قياس الانجازاتِ واكتشاف الانحرافات للحكومات؟
ان معادلة حكومية محكمة أطراف معادلتها أن العملَ أمانة والإهمالَ خيانة، وأن بناء الوطن شجاعة ودعم المواطن شهامة، وأن المسؤول الصادق لا يبحث عن شعبيات زائفة أو مزايدات واهنة، بل عن انجازات قائمة وابتكارات راسخة وصولاً لنظام حكومي مرن يسمح بتقبل بعض الاخطاء الغير مقصودة وزيادة الأعمال المدروسة، عندها تصبح زكاة الاعمال فرضاً وأداة الأفعال عملاً.
ان وطناً يحكمه العمل المؤسسي، يأطرهُ القالب الوطني، يحدده العنصر الشبابي، يستوجب من الحكومة الإنتقال بالفكر الحكومي من التقليدي الى الحرفي، ومن النظري الى العملي، فكراً يسمح بإن يشعر المواطن من خلاله بإنه والوزير في قالب واحد؛ عملاً يسمح للرئيس في تحديد أولوياته الوطنية وفق أجندات منطقية؛ فعلاً يجعل من الوزير موقعاً للإيجابية والريادية، أملاً يجعل من المواطن أكثر تفاؤلاً وتقدماً، عندها تصبح الحكومات وطنية إبداعية تسمح في مواجهة التحديات وتحقيق الكفاءة في ادارة البيانات والمشاركة بالمعلومات ضمن معادلة وطنية أساسها الوطن والمواطن، العمل والأمل، التفاعل والتكامل، الزكاة والمحاكاة.