الاردن يدافع عن خياره النووي السلمي في مواجهة اسرائيل
فهد الخيطان
04-10-2009 05:36 AM
*** المشروع أولوية ملكية غير قابلة للمساومة أو التراجع
نفى وزير الدولة لشؤون الاتصال والاعلام, الناطق الرسمي باسم الحكومةد. نبيل الشريف ان يكون الاردن تلقى طلبا اسرائيليا بتغيير موقع مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية تنوي الحكومة اقامته في جنوب البلاد.
لن ندخل في سجال حول وجود طلب اسرائيلي من عدمه بهذا الخصوص لان النوايا الاسرائيلية تجاه البرنامج النووي الاردني معروفة, فهي تدّعي في العلن عدم معارضتها لحق الاردن في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية وتعمل في الخفاء على اجهاض البرنامج وتحرّض الدول التي تتعاون مع الاردن على الامتناع عن تقديم اي مساعدة فنية.
اسرائيل لا تخشى من ان يتطور البرنامج الاردني ليأخذ طابعا عسكريا فهي تعلم ان الاردن لا يقدم على مجرد التفكير بهذا الخيار وكل ما يطمح اليه هو توفير طاقة بديلة بوسائل نظيفة لسد احتياجاته الوطنية والتنموية واستثمار ثروة اليورانيوم المتوفرة في باطن الارض لتوليد الكهرباء ومشاريع المياه والبحث العلمي. تعلم اسرائيل هذه الحقيقة ولاجل ذلك تسعى لحرمان الاردن من الاعتماد على نفسه ومن حقه بالانتفاع من موارده لانها ببساطة تريد »جارا« ضعيفا يعتمد على الخارج في تلبية احتياجاته الوطنية.
خارجيا خسرت اسرائيل المعركة الدبلوماسية لاجهاض البرنامج النووي الاردني ونجح الاردن في ابرام الاتفاقيات اللازمة للسير في المشروع سواء لجهة استخراج اليورانيوم او لجهة التعاقد لبناء المفاعلات النووية وتدريب الكفاءات الاردنية للعمل في هذا الميدان.
ولم يكن للجهد الرسمي ان ينجح في توقيع اتفاقيات مع اكثر من 7 دول ومع عدد من الشركات العالمية لولا ثقة هذه الجهات بصدق النوايا الاردنية التي اتسمت بالوضوح والشفافية منذ البداية. ويتذكر المتابعون لهذا الملف ان اول اعلان اردني عن توجه لاقامة برنامج نووي سلمي جاء على لسان الملك عبدالله الثاني في مقابلة مع صحيفة اسرائيلية. ويبدو ان الملك كان يقصد في حينه توجيه رسالة للجانب الاسرائيلي حتى لا يعطيهم الفرصة لتأليب المجتمع الدولي ضد الاردن وتشويه الحقائق بشأن طبيعة البرنامج.
لكن ومنذ ان شرعت الحكومة بتأسيس البنية التحتية للمشروع لم تتوقف المحاولات الاسرائيلية لاعاقته وجرت في الاشهر الماضية لقاءات عدة بين الجانبين الاردني والاسرائيلي لتوضيح طبيعة البرنامج واهدافه. الا ان الاوساط الاسرائيلية وعبر وسائل الاعلام واصلت حملة التحريض والتخويف من البرنامج النووي الاردني وكان اخرها ما نشرته الصحف الاسرائيلية في الايام الاخيرة.
الاردن يرفض المساومة على المشروع مهما كانت الضغوط واعلن الملك عبدالله الثاني اكثر من مرة ان البرنامج النووي الاردني مشروع استراتيجي ينبغي انجازه باسرع وقت. وزيارته بالامس الى حقول استكشاف اليورانيوم في القطرانة هي بمثابة رد مباشر على اسرائيل ودليل قاطع على تمسك الاردن بخياراته النووية السلمية وبالاهداف المعلنة للبرنامج.
كما ان اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالبرنامج برئاسة رئيس الوزراء قبل ايام تترجم هذا الحرص. فلم يكتف رئيس الوزراء بمتابعة خطوات العمل انما طالب المعنيين بتسريع خطواتهم لانجاز المشروع قبل موعده المقرر وتوفير المخصصات المالية اللازمة له.
البرنامج النووي الاردني حق ينبغي ان لا نتنازل عنه لاحد مهما كلف الامر.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net