يمضي الشهر الفضيل بطقوسه وروحانياته وتهاليله ومعانيه، يمضي وقد ترك آثارا طيبة في محبيه وسلبية فيمن تجاوزوا معانيه، وها هي تباشير العيد تطل علينا، تحمل معها نسمات الفرح والجمال وذكريات ايّام الصبا ولمة الاسرة وصوت الأمهات والجدات والاخوة والاخوات، لتجد نفسك في حصار الحاضر وأسئلته المعلقة، ونحن لا ندري هل ما زالت الدار هي الدار؟ وهل ما زال الأحبة هم الأحبة؟ ام تغيرت الحال إلى المحال، لا نريد ان نطيل في الماضي حتى لا ننسى نسائم العيد وبهجتها ومعانيها وجمالها.
ها هو العيد يحل ضيفا جميلا فلتسعد القلوب، ولتبتهج النفوس، وتضرع الى الباري عزّ وجل أن يجعله عيداً مباركاً على أمتنا العربية والاسلامية في أرجاء المعمورة كلها، وأن يلهم أمتنا الصواب والحكمة والصبر والاخاء والصفاء والنقاء، وأن يحقن دماءها، وينهي قهرها ومعاناتها وتحدياتها. يهل علينا العيد ونحن نحمل معنا ذكريات بوح الْقُرَى بجذلها وفرحها وصلاتها الحميمة بين الأهل والأحبة وهم يدخلون بيوت بعضهم بعضا، يجددون تحيات العيد وروابط المحبة، ويطفئون البغضاء والحقد والكراهية فيما بينهم، ما أجملها من ذكريات وانت تودعهم بكلمة كل عام انتم بخير.
ها هو العيد تفوح نسائمه العذبة ، تتسرب الى أوصال الجسد ترطبه وتبدد متاعبه وسكونه وتعيد حيويته ووجدانه وشجونه، انه العيد والحبور والروح الطيبة والقول الحسن، والجود والتصافي واليقين والمحبة، وميدان التكافل والتعاضد والأخوة الحقة، ما أجملها من لحظات حين تجمع الشمل وتقرب البعيد والقريب على المودة والتسامح والتراحم، وتوثق الروابط وتؤلف القلوب.
وبعد، لا نملك في هذا اليوم المبارك الا أن نرفع الى الوطن وأهله وقيادته أسمى آيات الولاء والاخلاص والوفاء والتهنئة، ونتوجه الى الله العلي القدير أن يعيده على أمتنا وقد تحرر الأقصى من أسره، وأن يبقى هذا الوطن نبع حب وإيثار وكرامة، وصرح عزٍ ومحبة، وموطن الأحرار والأخيار، وكل عام أنتم بخير .
mohamadq2002@yahoo.com