الغرايبة و سجال الأخوان والحكومة
19-05-2007 03:00 AM
قبل تعيين الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي زكي بن رشيد بدأت الحكومة تبث تلميحات تحذيرية عبر صحيفة بأن تعيين رشيد هو استفزاز للحكومة . لم نكن نعرف اسم الرجل ولكني فهمت أن انتماء الرجل لحركة حماس أو ما يسمى "الأخوان الحمساوين" هو ذنبه ،مع أن حركة حماس هي حركة متدينة فلسطينية داخلية تصد عدوان الصهاينة ولا تتدخل بأي شأن عربي خارجي ولا تتصل بشكل فعلي سوى مع المكتب السياسي لها وتنمي للأمام حسن البنا فكريا وليس للإخوان عضويا .
بعد أن تم تعيين زكي بني أرشيد و صار أمينا عاما، ظهر كرجل قوي له أتباعه من شباب الأخوان وحضور قوي مع أنه حافظ على نفس الخطاب السياسي الأخواني المعتاد سيما بالنسبة لعملية السلام واتفاقياته ، في المقابل ظهر تيار من الجبهة والأخوان سمي بالحمائم مَثّله الدكتور رحيل الغرايبة ، والذي سعى إلى سجال حكومي أخواني يتم ضمن الديمقراطية المعلن عنها ومحاولة الالتقاء على نقاط التوافق، و شكل حلقة وصل بين جبهة يهمها الخطاب العاطفي الثوري الرافض للسلام ، ومحاولة التمسك بمعارضة حكومتين –بدران والبخيت .
الحكومة كانت ترفض شكليا أي تفاهم مع الجبهة سيما خارج القبة حيث لم تشكل الجبهة تأثير حقيقي فيها سيما بعد عدة تحالفات نيابية باء معظمها بالفشل .
إحدى الصحف شكلت معقل لمهاجمة مواقف الجبهة عبر كتاب كبار كانوا يعيدون مقالات تحمل نفس المعاني عند أي اصطدام بين الحكومة والأخوان ، بالمقابل كان الأخوان يهاجمون موقف الحكومة الأخيرة مستغلين تضعضعها الظاهر .
الغريب بما أن الجبهة ولو ظاهريا صارت تحوي تيارين إلا أن الحكومة الرافضة لتيار رشيد لم تفتح يديها لتيار رحيل الغرايبة ، أو حتى تفتح صفحة جديدة مع زكي بن رشيد ، سيما بعد حادثة قتل أبا مصعب الزرقاوي حيث عممت الحكومة موقف الدكتور أبو فارس على جميع الأخوان المسلمين ومن ثم بدأ تصعيد الحكومة يزداد تدريجيا عليهم حيث سيطرت على جمعية المركز الإسلامي وعينت الدكتور بسام العموش كمدير عليها علما أن تعين الدكتور يأخذ منحى استفزازي لأن عضو ونائب سابق منهم .
ولو تعرضنا لما حدث أخيرا في محافظة الزرقاء لوجدنا أن السجال الكلامي أخذ منحى تصعيدي استفزازي فحسب رواية الأخوان فأن شيخ مسجد حسن البنا –بناه الأخوان على نفقتهم الخاصة وسيطرت عليه وزارة الأوقاف – قام بالتهجم عليهم واستفزازهم ، وقاموا بتقديم عدة شكاوي أهملت ولم يستجاب لها ، ومن الطبيعي فأني أخطئ الاعتداء الجسدي على الإمام كما وضحت سابقاً أو التهام الطعم ، ولكن على الحكومة أن تتخذ شكلا آخر لسجالها كما على الأخوان أن لا يظلوا يلقوا على الموقف الأردني لائمة تقاعس العرب وتخليهم عن موقف واحد أو الانسجام مع رغبات الدول الكبرى إحادية القوى ، ولكننا إذا أردنا أن نصل إلى توفيق هذ السجال نجد أن الحكومة تحاول تقليص حجم الأخوان مع الاستفادة الشكلية من تواجدهم في الساحة والبرلمان وما دامت الحكومة قد فشلت عبر وزارتها المخدرة –التنمية السياسية – في إيجاد تيار أو حزب يحد من سيطرة أو قوى الجبهة في ساحة المعارضة فمن الأفضل أن لا تشعل الحرب ضد الجبهة حتى لا نحصل على ديمقراطية لا يوجد فيها معارض سيما أن الجبهة كلامية بل يعتبر البعض أن معاركها مع الحكومة وهمية وتعرف بولائها الكبير والخفي للنظام .
فإذا كانت الحكومة ترفض أي توافق مع تيار زكي بن رشيد فعليها أن تفتح يديها للحمائم أو لمثل الدكتور رحيل الغرايبة لا أن تسكت عما يفعله رئيس جامعة الزرقاء الأهلية عبر حرب تصفية لكل من وظفه الأخوان سابقا ولكل من يحسب عليهم .
إن عدم تجديد عقد الجامعة لأربعة عشر دكتورا منهم أحمد سعيد حوى والدكتور رحيل يظهر أن الحكومة لا تريد صقورا ولا حمائم .
لقد طالب كل من الكاتب ياسر أبو هلالة والمحلل المتخصص بالجماعات الدينية محمد أبو رمان عبر مقاليهما بصحيفة الغد بتوظيف الدكتور في الجامعة الاردنية كبادرة حسن نية نحو رجل قدم للحكومة حسن نية ، وقام بعدها رئيس الوزراء بمهاتفة الغرايبة وأعلمه بعدم معرفته بما يفعل رئيس الجامعة – مع ان صحيفة اسبوعية كانت قد كتبت كثيرا حول بدايات الطرد والتصفية بتلك الجامعة من عدة أشهر وأسمتها بالمجازر - ولكني أطالب بأيقاف هذا السجال التصعيدي ومجازر قطع الأرزاق بتلك الجامعة وتحديد موقف الحكومة من جمعية المركز، وإنهاء معركة الانتخابات بين الطرفين حتى ينتهي هذا السجال الذي تدور رحاه حول النيابة وقصقصة الجناحين ، فمن يدفع الثمن هم المعتدلون ويا خوفي من خسارتهم وقدوم .......
Omar_shaheen78@yahoo.com