نداء إلى أصحاب الضمير الإنساني
الدكتور ماجد الشامي
02-06-2019 03:56 AM
بعد أن عجزت كل النداءات والتعاطفات من ردع الامانه من الإساءة للفقراء والمساكين والمسنين واليتامى عبر كل الحكومات المتعاقبة، فلا بُدّ من تدخل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي طالما كان سبّاق في إدارة الازمات، وذلك لإيجاد طروحات الرؤية الملكية في الحد من أساليب الأمانة، التي هي أقرب إلى الاسلوب الفوضوي والتهجمي والتعسفي، في التعامل مع أصحاب البسطات والباعة المتجولين، وهي الفئة الأقل حظاً في وطنهم ممن يبحثون عن لقمة العيش أو لشراء دواء معين أو رغيف خبز.
هم ليسوا من الدواهي الذين يَعرِفون من أين تُأكل الكتف، وعبثوا فساداً في مقدرات هذا الوطن. ولربما شريحة الدواهي هم سبب آلام وأحزان الشريحة الأوسع فقراً في هذا الوطن الحبيب.
فها هي رجالات الأمانه تُكرر تصرفاتها اللا انسانية واللا حضارية اليوم في الصويفية مع رجلٍ مسن، صحته لم تُسعفه في الهرب بكعكات باب رزقه ولينثروها هنا وهناك عقاباً له لانه يريد أن يسترزق قرش الحلال.
هذا الرجل المسن الذي إنفجر بكاءً ليس فقط للتصرف المشين لرجالات الامانة مع رجلٍ بمثابة والدهم بل أيضاً لأنهم عبثوا فساداً في نعمة الله نهيك عن انها باب رزقه. ذلك الرجل المسن الذي لو ولد في إحدى الدول الأوروبية لعاش مكرّماً معززاً من قبل الحكومة دون حاجتة لبيع كعكات على العربة، ولكن هذا الرجل المسن العفيف كان قد فضلَ أن يسترزق بعرق جبينهُ على أن يمد يده للناس.
هؤلاء الفئة من الناس هم أوسمة شرف يجب أن نُعلقها على صدورنا. أين هي وزارة الشؤون الاجتماعية وماذا عَملت من أجل الدفاع عن حقوق هؤلاء الناس؟ ولعل حادثة شهر شباط ٢٠١٨ التي هزت مشاعر كل الاردنين والمعروفة بقصة عربة "ام رامز" والتي قام رجالات الأمانة بتكسيرها ومصادرة العربه، ليس هذا فحسب بل تمادوا على نعمة الله برمي الطعام في عرض الشارع.
أم رامز العِصامية التي كانت يتيمة الام، وربة اخواتها الايتام ال ثمانية ومن ثم ربة اولادها الثمانية.
ولولا الإعلامية الجرءية إيمان العكور لما ظهرت القصة إلى السطح وإختفت مع الكثير من القصص المشابهه.
ولربما ام رامز كانت من الغارمات التي كانت تسدد ديونها من مبيعات العربه تجنباً لدخولها السجن كما الحال في باقي الغارمات الذين كلنا نعرف قصتهم وما عمله جلالة الملك من مبادرة ملكية وبرنامج ملكي لاخراجهم من السجون وكما عودنا جلالته ما عجِزت عن إيجاد حلول له الحكومات المتعاقبة يدخل جلالته في قلب الحدث ليعالجه كحادثة البحر الميت.
ولكي يتعمق الحزن في قلوب الفقراء والمساكين واليتامى والمسنين من أبناء هذا الوطن، وبعد أن استبشروا طاقة فرج في عربات الطعام المتنقلة ليفاجأوا بطرح أمانة عمان الكبرى العربات للمزاودة بالظرف المختوم ل 37 عربة (سيارة) طعام متنقلة، والمعروفة بـ”فود ترك” في 20 موقعا داخل حدود العاصمة. وبهذا الطرح تكون الأمانة مكّنتْ من معهم الأموال للاستحواذ على هذه العربات فقط ليتسنى للفقراء والمساكين واليتامى وربما ليس المسنين للعمل على هذه العربات برواتب هزلية. أين العدالة؟
ومتى نرسم خارطة طريق لننصف اهلنا من الذين ليس معهم(those who have not) ونحميهم من الذين معهم(those who have). ولهذا قد نرى جلالة الملك وللمرات المتكررة في قلب الحدث لتصحيح الوضع والخروج بالمظلومين إلى بر الأمان.