نعض على استقلالنا بالنواجذ ونحكي قصة وطن ينمو ويزدهر بالرغم من كل شيء ولا زلنا في رحاب المناسبة وهي تمر في ظل عواصف سياسية واقتصادية عاتية وسنحتفل بها مجدداً ومجدداً في وطن سيبقى ما بقيت المعمورة.
لا تضيرنا الشكوك من خارج حدودنا لكننا نتألم من تلك التي تنال من خاصرتنا من بعض أظافرنا..
هذا كلاشیه یتردد ولا يزال ويمعن في ضجيجه أن الأردن یخضع لتصفیة وتفكیك وإفلاس ونزع ملكیة وسلطة على الموارد والمؤسسات، ونزع هیبة وتماسك نسیجه السیاسي والاقتصادي والاداري والاجتماعي, لا يكل أصحاب هذا الكلاشیه ولا يملون ويعرفون أو لا يعرفون بأنهم يتماهون مع أصوات تأتينا من الخارج وكأن هذا ما تريده أن يدب الشك في نفوسنا وان يأكل أجسادنا وأرواحنا.
المؤامرة تصبح حقيقة ان صدقناها وان سلمنا بها تحاك في سیاق ترتیب سیاسي للمنطقة ونصبح أدواتها ان فقدنا الإيمان فتصبح أدوات الداخل أشد قسوة من أدوات الخارج التي نعرفها وهي تعمل لیل نهار لخدمتها واسألوا فيسبوك عن المواقع الإسرائيلية والعربية التي تلوك كل طالع شمس بعنوان هذه التصفیة وتكرس وتبث الشعارات الإقتصادية الكاسحة ما يثبط العزائم وهي «السوس» الذي ينخر جسد البلد وإن كان التشكيك السياسي في المواقف بالغ التأثير فإن الشعارات الاقتصادية غير المسؤولة تضعفها وتنهك قوتها..
صمد الأردن، نعم صمد وزادته الصعوبات قوة وثباتا، أنظر حولك أيها الأردني لترى أنك في دولة تكاد تكون الوحيدة كيانا وبناء واستقرارا، هذه ليست فقط نعمة بل هي نتاج لجهود وذكاء وحسن إدارة وتفوق واستباق للمخاطر وتحوط وما شئت من الأوصاف وكل ذلك لم يكن عبثا ولم يأت عبثا وهو ليس صدفة.
وكلما بلغ عنق الزجاجة يحول المخاطر الى فرص. هذه دولة مستقلة ذات سيادة لا تخضع إلا لمصالحها ومنذ متى خذلت اَهلها؟ ومنذ متى أخلت موقعها؟.
هذا ليس بلداً من ورق، هذا ليس بلداً كعصف مأكول بل هو زيتونة أصلها ثابت وفرعها في السماء، فيه رجال مخلصون أوفياء وهم كثر وفيه أدعياء وهم قلة تدفعهم رغبة ومصلحة ضيقة لإشاعة الفوضى والتشكيك في سمعة البلد وسوقها إلى مقصلة الإعدام السياسي.
هذه دولة ناجزة ولیست شركة لیتم تصفیتها وهي تواجه المخاطر وتخرج في كل مرة أقوى من ذي قبل لم تقف يوماً ولن تكون على مفترق طرق لان طريقها واضح.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي