رجل يجلس واضعا قدم على قدم في محاولة جاهدة لإخفاء الرقعة في جيب معطفه ولم يجد من الأسماء ما قد يحررني.
فبأي لغة بعد الآن سأتحدث عن اللاأنا العالية في حذائي!
سعيدا بأطروحته قال الولد لأبيه، "أما وقد انتهيت." فما كان من الأب سوى أن استوى يقلبها ولم يجد من عنت اللغو الزماني ما قد يعفيني معضلة نفي السؤال المكاني.
فبأي لغة بعد اليوم سأتحدث عن ديماغوجيا علم الاجتماع المعرفي!
يعود إلى البيت بيته فلا يكاد يجد من الاستعارات المجازية سوى أخ بذراع وأب متوفى وأم طاعنة بالصدى لم تعد تألفني إثر عطب ما قد أصاب الذاكرة، فيجهش بالبكاء.
فبأي لغة بعد اليوم سأتحدث عن خط الاستواء!
في الطريق إلى البيت بيتي أرى عامل المنجم القديم يكنس الرصيف وينظر في ساعته ولا ينسى بأن يتفقد نصف رئته الباقية من عبء المارة والدخان.
فبأي لغة بعد اليوم سأتحدث عن المفتاح الأخير في آلة الكمان!
رجل يدفع العربة عربة الحديد حافيا وقد ضل الطريق طريقه إلى المعنى، ينظر يمنة فيسار وما من دليل يشير إليه مواطنا صالحا.
فبأي لغة بعد اليوم سأتحدث عن السيرة المكانية للمبنى.
رجل له أنفي لا ينفك عن ذرع الشارع ذهابا وإيابا في انتظار إشارة ما، تصادر أوراقه الثبوتية ويوضع تحت الإقامة الجبرية ريثما يتسنى لضابط الأمن المسلح التأكد من صحة أوراقه الثبوتية.
فبأي لغة بعد اليوم سأتحدث عن الهوة السحيقة ما بين المفرد الجمعي واللاممكن المكاني!
في ساعة متأخرة من زمن الحصار يدق باب البيت بيتي رجل يحمل قدمه الخشبية فوق كتفه ولم يجد من الأفعال ما قد يببرني قاتلا.
فبأي لغة بعد اليوم سأتحدث عن (قيصر بييخو)، شاعرا!