في هذه الليالي العظيمة المباركة , تتجه أبصارنا صوب السماء راجين الحي القيوم أن يجعلنا من شهود ليلة القدر المباركة , يسأله كل منا جل جلاله مسألته . هي ليلة يفترض أن تتحلل فيها النفوس من سائر مكاسب الدنيا الغرور , بحثا عما هو أعظم وأكرم وأجل وأنبل .

هي ليلة القدر خير من ألف شهر تفتح فيها أبواب الرحمن لعباده الطيبين الصالحين الذين يعرفون الله حق معرفته وعليه وحده يتوكلون حق التوكل , ليسألوه واثقين من أن الغفور الرحيم لن يردهم خائبين بإذنه تعالى .

مناجاة خالق الكون ومدبر أمره سبحانه وتعالى في كل يوم وليلة وفي ليلة القدر العظيمة بالذات , تعادل وتفوق الدنيا وما فيها , عندما تكون من نفوس صافية تائبة تحللت من كل شر وحسد وضغينة وحقد وكراهية وسحر وشعوذة وكل عمل غير صالح , لن يخيب فيها رجاء عند واحد أحد فرد صمد سبحانه وتعالى .

من يناجي الله صادقا متذللا لجلال عظمته معلنا توبته عن كل معصية وسائلا المغفرة من لدن رحمن رحيم عظمته أعظم من أن يتصورها بشر , سيفوز حتما بمحبة الله جل جلاله , وفي هذا الفوز العظيم الذي ليس كمثله فوز .

أدعو كل مؤمن حق , أن لا تفوته هذه الفرصة الأعظم التي قد لا تتوفر له ثانية , وأن يغمض عينيه عن الدنيا ومافيها ويجلس في حضرة الباريء المصور مناجيا وداعيا ومتوسلا وراجيا وباغيا للخير لنفسه ولكل مؤمن , معاهدا من ليس كمثله شيء على التوبة الخالصة لوجهه تعالى عن كل معصية , وليكن على ثقة ويقين من أن من بيده كل شيء , وهو أرحم الراحمين لن يرده خائبا أبدا . والله من وراء القصد .